أحمد البدوى، ونصبوا شاشا ودخلوا من تحته، وتعاقدوا على الخروج حتى أخذهم الله بالوزير محمد باشا ونسأل الله أن يدفع عنا فتنة المائة الحادية عشرة أ. هـ.
[ترجمة شيخ العرب سويلم بن حبيب]
وفى حوادث سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف من الجبرتى، أن دجوة كانت مسكنا للجناب الكبير والمقدام الشهير من سارت بذكره الركبان، وطار صيته بكل مكان الفارس الضرغام النجيب: شيخ العرب سويلم بن حبيب من أكابر عظماء مشايخ العرب بالقليوبية وهو كبير نصف سعد مثل أبيه حبيب بن أحمد، وليس لهم أصل مذكور فى قبائل العرب، وإنما اشتهروا بالفروسية والشجاعة وحبيب هذا/أصله من شطب قرية قريبة من أسيوط، ولما مات حبيب خلف ولديه سالما وسويلما وكان سالم أكبر من أخيه وهو الذى تولى الرياسة بعد أبيه، واشتهر بالفروسية وعظم أمره وطار صيته، وكثرت جنوده وفرسانه ورجاله وخيوله وأطاعته جميع المقادم وكبار القبائل ونفذت كلمته فيهم وعظمت صولته عليهم، وامتثلوا أمره ونهيه وصاروا لا يفعلون شيئا بدون إشارته ومشورته.
وصار له خفارة البرّين الشرقى والغربى من ابتداء بولاق إلى رشيد ودمياط، وكان هو وفرسه مقوّما على انفراده بألف خيال وكان ظهور حبيب هذا فى أوائل القرن، واتفق له ولابنه سالم وقائع وأمور مع إسمعيل بيك بن إيواظ وغيره لا بأس بذكر بعضها فى ترجمته.
منها أنه فى سنة خمس وعشرين ومائة وألف أرسل حبيب ولده سالما إلى خيول الأمير إسمعيل بيك بن إيواظ، فهجم عليها بالمربع وجم معارفها وأذنابها وتركها وذهب ولم يأخذ منها شيئا وذلك بإغراء بعض الناس مثل غيطاس بيك وغيره، وكانت الخيول بالغيط جهة القليوبية، فلما حضر أمير أخور ورأى ذلك أخبر مخدومه فاغتاظ لذلك وعزم على الركوب عليه فلاطفه يوسف بيك الجزار حتى سكن غيظه، ثم أحضر حسن أبا دفيه زعيم مصر سابقا، وكان من القاسمية ومشهورا بالشجاعة وجعله قائم مقام الأمانة، فسافر بجبخانة ومدفعين وصحبته طوائف ورجال وأمره بأن يطلب شر حبيب