أوله من بوابة المتولى، وآخره أول شارع تحت الربع، عرف بذلك لأن بأوله باب زويلة قال المقريزى: كان باب زويلة عندما وضع القائد جوهر القاهرة بابين متلاصقين بجوار المسجد المعروف اليوم بسام بن نوح، فلما قدم المعز إلى القاهرة دخل من أحدهما، وهو الملاصق للمسجد الذى بقى منه اليوم عقد، ويعرف بباب القوس، فتيامن الناس به، وصاروا يكثرون الدخول والخروج منه، وهجروا الباب المجاور له حتى جرى على الألسنة أن من مر به لا تقضى له حاجة. قال: وقد زال هذا الباب ولم يبق له أثر اليوم.
فلما كانت سنة خمس وثمانين وأربعمائة بنى أمير الجيوش بدر الجمالى باب زويلة الكبير، الذى هو باق إلى الآن، ثم قال: وقد أخبرنى من طاف البلاد ورأى مدن المشرق أنه لم يشاهد فى مدينة من المدائن عظم باب زويلة، ولا يرى مثل بدنتيه اللتين عن جانبيه، ومن تأمل الأسطر التى كتبت على أعلاه من خارجه فإنه يجد فيها اسم أمير الجيوش والخليفة المستنصر، وتاريخ بنائه. وقد كانت البدنتان أكبر مما هما الآن بكثير. هدم أعلاهما الملك المؤيد شيخ لما بنى الجامع داخل باب زويلة، وعمل على البدنتين منارتين. (انتهى).
وعن يسار المارّ به تجاه باب زويلة سبيل يعرف بسبيل الدهيشة، وبجواره مدرسة الدهيشة التى أنشأها الملك الناصر فرج بن برقوق على يد الاستادار جمال الدين يوسف، وكذا السبيل والمكتب الذى يعلوه، وهذه المدرسة تعرف اليوم بزاوية الدهيشة، بأعلاها مساكن، وشعائرها مقامة من أوقافها بنظر السيد محمد القادرى.
ثم باب شارع القربية، وسيأتى بيانه فى محله إن شاء الله تعالى.