للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ترجمة الشيخ محمد أبو عيسى القلماوى الشافعى الأزهرى]

ومن أجل أهلها الفاضل الهمام الشيخ محمد بن عيسى القلماوى الأزهرى الشافعى، حفظ القرآن ببلده، وقدم إلى الأزهر وهو ابن اثنتى عشرة سنة، فتلقى العلم من مشايخ عصره، واجتهد وحصل وفاق أقرانه فى كل فن، وتصدر للتدريس، فقرأ كبار الكتب، وشهد له مشايخه، ومن مشايخه الشيخ الدمهوجى، والسيد مصطفى الذهبى، والشيخ أحمد المرصفى، وشيخ الإسلام الشيخ إبراهيم البيجورى.

وممن أخذ عنه الشيخ حسين المرصفى نجل شيخه، والشيخ زين المرصفى، والمرحوم الشيخ إبراهيم سرور، والشيخ محمد أبو النجاء، والشيخ عبد القادر الرافعى الحنفى رئيس المجلس الثانى من مجلسى المحكمة الشرعية بالمحروسة، والشيخ محمد الحسينى الشافعى رئيس مصححى الكتب والعلوم بدار الطباعة الكبرى ببولاق. والشيخ حسين الطرابلسى مفتى الأوقاف سابقا، والشيخ سليم البشرى مفتى السادة المالكية وشيخهم بالجامع الأزهر الآن، أعنى سنة ٣٠٥ زمن تولية شيخ الإسلام والعلماء بمصر الشيخ الإنبابى مشيخة الجامع الأزهر، والشيخ أحمد الرفاعى المالكى، وغيرهم من جهابذة الأزهر المتصدرين للتدريس.

وفى سنة ست وسبعين ومائتين وألف انقطع ببلده فى رضا والده، يستفيد منه الكبير والصغير، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، إلى أن توفى والده رحمه الله تعالى، فأقام بعده ببلده مدة، ثم رجع إلى الجامع الأزهر، وصار يقرأ فيه الكتب الكبيرة العظيمة، مكبا على تعليم العلوم من فقه وتفسير وحديث ومعقول، وانتفع به كثير من الفضلاء، حتى مرض مرضا شديدا، فتوجه إلى بلده وزاد به المرض، فتوفى إلى رحمة الله تعالى ببلده، ودفن بها. وكان شديد الصلاح، عليه من الهيبة والوقار والسكينة ما لا يقدر قدره، وكان زائد الخمول، رحمة واسعة.