وبعض التجار هناك من الجلابة، وبعضهم من أهل الريف. ويطرقها التجار كثيرا من المتوجهين إلى البربر أو السودان أو مصر.
وفيها من النخيل نحو ألف وأربعمائة وثمان وثمانين نخلة. وأطيانها العالية نحو مائة فدان، جميعها يروى بالسواقى. وهناك خمس عشرة ساقية؛ لذلك ارتفاعها عن الماء وقت احتراق النيل نحو اثنى عشر مترا، وفى وقت فيضانه نحو خمسة أمتار.
وفيها بستانان على شاطئ النيل ليس فيهما إلا القليل من شجر الليمون، ويزرع بأرضهم الدخان البلدى والخروع ويستخرجون منه الزيت، ورجالهم ونسائهم يمضغون الدخان والنطرون يتكيفون به.
وفيها الدجاج البلدى والغنم الكرجاوى الآتية من ناحية بربر والسودان.
وفيها السمن قليلا. وعندها جبل مشرف عليها يسمى باسمها ارتفاعه نحو خمسة وسبعين مترا فيجلب إليها الهواء كثيرا.
وفيها ضريح شيخ يسمى الغاوى يعمل له مولد كل سنة فى نصف شعبان، يمكث ثمانية أيام، ويكون فيه سوق يباع فيه التمر والنطرون وحب الخروع وغير ذلك. وتجاهها فى البر الغربى مكتب التلغراف بالقرب من شاطئ النيل.
[(الكريون)]
مدينة كانت بين الإسكندرية وهرموبوليس، منها إلى الإسكندرية عشرون ألف خطوة، وإلى المدينة الثانية أربع وعشرون ألف خطوة. وكانت تعرف قديما باسم كريو وكانت هى المحطة الأولى التى ينزل فيها السياحون بعد السفر من الإسكندرية، وقدر بعضهم تلك المسافة بمسيرة مرحلة.
وأظن تلك المدينة هى التى سماها استرابون أكابريون كومة، وقال: إنها موضوعة على ميمنة النيل للسائر من شدية إلى منفيس.