للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل فى التغييرات التى حصلت فى النقود من بعد عبد الملك بن مروان]

أما الخلفاء الثلاثة الذين عقبوا عبد الملك وهم: الوليد الأول وسليمان وعمر، فلم يغيروا شيئا مما وضعه عبد الملك، وأول من تجرأ على ذلك ابنه يزيد الثانى أو عمر بنى هبيرة حاكم العراق فإنه غير فى الدرهم فجعله - كما قال بعضهم - من سبعة دوانق معاملة، وهو قدر عشر أوقية العراق فصار ٣،٤٠ غرام، وبعضهم يقول إنه جعله من ستة دوانق، وهذا هو الموافق لوزن الدراهم الموجودة من زمنه إلى الآن، كما فى الجدول الملحق بهذا (١)، ووزن جميعها تقريبا من بين ٢،٦٠ إلى ٣،٩٥.

وفى زمن هشام رجع الدرهم إلى أصله ستة دوانق، وبقى كذلك إلى زمن العباسيين، ومن الجدول يظهر أن نقوده كنقود من سبقه ومن لحقه.

وضرب أبو العباس السفاح دراهم وجعل عليها الكتابة المنقوشة على الدينار، وزاد عليها سكة العباسيين، وأولا جعل الدرهم ١٤ قيراطا وثلاث حبات، ثم جعله ١٤ قيراطا وحبتين.

وابنه أبو جعفر المنصور نقص الدرهم ثلاث حبات، وسميت الدراهم الهاشمية، وكانت على المثقال البصرى، وكان الدرهم يقطع على المثاقيل الوازنة التامة، فأقامت الهاشمية والعتق على نقصان ثلاثة أرباع قيراط، انتهى.

ففهم بعضهم من هذه العبارة أن الدرهم مساو للمثقال فى وزنه، وذلك مخالف لما عليه النقود الموجودة من زمنه المبينة فى الجدول.

والأوفق أن يكون معنى العبارة: أن نسبة هذا الدرهم إلى المثقال البصرى كنسبة سبعة إلى عشرة وذلك هو الموافق لما عليه النقود المبينة فى الجدول


(١) انظر الجداول الملحقة بالكتاب.