للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«من لطف الله الواجب حمده، اللازم شكره وفضله الذى لا يمل بشره، ولا يسأم ذكره، ومنه الذى استبشر به الأنام، وتضاعف فيه الإنعام، ومثل الله به الحياة فى قوله: ﴿إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمّا يَأْكُلُ النّاسُ وَالْأَنْعامُ﴾ (١)

أمر النيل المبارك الذى يعم النجود والتهائم وتنتفع به الخلائق، وترتع فيما يظهره البهائم، وقد توجه إليك هذا الكتاب بهذه البشرى فلان، فأجره على رسمه فى إظهاره مجملا، وإيصاله إلى رسمه مكملا، وإذاعة هذه النعمة على الكافة، ليتساهموا الاغتباط بها، ويبالغوا فى شكر الله بمقتضاها وعلى حسبها، فاعلم ذلك واعمل به إن شاء الله تعالى». (٢)

ثم بعد ذلك حصل إهمال هذه العادة فى وقت الفتن الحاصلة فى مدة المماليك وغيرهم، ثم من ابتداء سنة سبع وستين ومائتين وألف رجعت الأمور لأصلها، وجرى لكل سنة قيد الزيادة أو النقص، الحاصلين فى كل يوم من أيام الفيضان والتحاريق، فى دفاتر مخصوصة، ويخرج بذلك إعلام إلى المحافظة بمصر، ومنها يتحرر للمعية والجهات.

[[إدارة المقياس فى زمن الخديو إسماعيل باشا]]

ثم فى زمن الخديو إسماعيل باشا نظم مقياس جزيرة أسوان وأعيد لأصله، ورتب له خادم يخبر بالزيادة وقت حصولها فى هذه الجهة. وكذا عمل مقياس بمدينة الخرطوم، وأخباره تصل إلى الحكومة وديوان الأشغال ودواوين أخر بواسطة التلغرافات العمومية، ولا يخفى ما فى ذلك من الفائدة؛ لأنه يمكن حينئذ للحكومة أن تجرى التحفظات اللازمة فى الجهات البحرية من القطر عند حصول زيادة يخشى منها، وتأمر المهندسين بإجراء الوسايط


(١) سورة يونس، الآية ٢٤.
(٢) وانظر أيضا: حسن المحاضرة فى أخبار مصر والقاهرة للسيوطى، ص ٢٥٦ وما بعدها.