بأبى الجدول، حاوية لثلاث حلل، من حلة جولتو، والدبة، وأم بعوضة بحدودها المعروفة، وأتخامها الموصوفة، حسبما حدده الملك جوهر للملك خميس، عرفان لا يعارضه فيها معارض، ولا ينازعه منازع، من أهل المملكة، خصوصا جبائى العيش، يتصرف فيها بأى نوع من التصرفات شاء؛ هبة لوجه الله تعالى، وطلبا للثواب، فى دار المآب، والحذر ثم الحذر من الخلاف، والتعرض من الخاص أو العام. انتهى
ثم إن والد حمل أثقاله، وأخذ رقيقه وسرته وأخاه، وتوجه، وأبقانى فى الحلة.
[ترجمة السيد محمد عمر التونسى]
تم إن المترجم المذكور، قد ذكر سبب رحلته إلى بلاد السودان، ومنه تؤخذ ترجمته بأنه محمد بن السيد عمر بن سليمان التونسى أصلا ومولدا، ولد بتونس فى الساعة الثالثة من يوم الجمعة، منتصف ذى القعدة، سنة أربع ومائتين وألف، وأمه مصرية، حملت به بمصر المحروسة، أيام مجاورة والده بالأزهر لطلب العلم، بعد مقدمه من بلاد السودان، وكان قد ذهب إليها؛ لكشف حال والده، قال المترجم فى سبب رحلته: حكى لى والدى أن جدّه كان من عظماء أهل تونس، وكان وكيلا من طرف سلطان المغرب الشريف، محمد الحسنى، فاجتمع له بذلك مال جزيل، حتى صار من أغنياء أهل زمانه، وخلف ثلاث بنين، تنازعوا فى ميراثه بعد موته، واتفق أن أباه كان من أهل العلم، جيد الحظ، ينسخ الكتاب ويبيعه بضعف ما يبيع به غيره.
ويعرف صباغة الثياب بالألوان، فكان أرفه إخوته معاشا، وأحسنهم ارتياشا، فسافر إلى الحج للزيارة والتجارة، فغرقت سفينته، ولم ينج منها إلا القليل، وهو ممن نجا، فمكث فى رودس مدة ينفق من هيمان كان فى وسطه، فيه بعض ذهب، ثم ركب البحر ثانيا، إلى ثغر الإسكندرية، ومضى إلى