شكاته عليه القوادح، وما زال فى السيرة مذموما ومن العامة والخاصة ملوما، وقال رسول الله يأمرك أن تقدم لسائر المؤذنين، بأن يزيدوا فى كل أذان قولهم الصلاة والسلام عليك يا رسول الله كما يفعل فى ليالى الجمعة، فأعجب الجاهل هذا القول وجهل أن رسول ﷺ لا يأمر بعد وفاته، إلاّ بما يوافق ما شرّعه الله على لسانه فى حياته، وقد نهى الله ﷾ فى كتابه العزيز عن الزيادة فيما شرّعه حيث يقول: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ﴾ (١)، وقال رسول الله ﷺ:«إياكم ومحدثات الأمور»، فأمر بذلك فى شعبان من السنة المذكورة، وتمت هذه البدعة واستمرت إلى يومنا هذا فى جميع ديار مصر وبلاد الشام، وصارت العامة وأهل الجهالة ترى أن ذلك من جملة الآذان الذى لا يحل تركه، وأدى ذلك إلى أن زاد بعض الملحدين فى الآذان فى بعض القرى السلام بعد الآذان على شخص من المعتقدين الذين ماتو، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
[(ترجمة)[الشيخ الشرف الطنبدى]]
وإليها ينسب كما فى الضوء اللامع (محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الحميد بن إبراهيم الشرف بن الشمس بن الفخر بن البدر القرشى الطنبدى ثم القاهرى الشافعى)، ويعرف بالشرف الطنبدى، ولد ظنا سنة ثمان عشرة وثمانمائة، ونشأ فحفظ القرآن والمنهاج، وجمع الجوامع، وألفيتى الحديث والنحو، وأخذ الفقه عن (الشرف السبكى)، و (القاياتى)، و (الونائى)، و (البدر بن الخلال)، و (المجد البرماوى)، و (الزين القمنى)، وأخذ العربية عن (ابن عمار)، والحديث عن (الحافظ بن حجر)، واختص بقاضى الحنابلة (البدر البغدادى)، وقرأ عنده الكثير من كتب الحديث، وسافر