الذى شمر عن ساعد الجد وأصلح ما دمره مرور الأيام من أديرة الأمة المسيحية وكنائسها ومعابدها وأوقافها ففى القدس توجد دلائل همته.
وفى الأديرة للآن تشاهد آثار خيريته والعمارات والأوقاف الخيرية الناطقة رسومها وحججها باسمه تشهد بما لهذا الرجل من المآثر فضلا عما ينسب إليه من المروآت وبذل الهمم فى إغاثة الملهوفين وإنقاذ المكروبين والإفراج عن المتضايقين من كل ملة ونحلة حسبما تصل إليه قدرته وتساعده عليه وظيفته مما شهدت به الآثار ونطقت به ألسنة القوم المعترفين بالجميل، وتوفى البطريرك فى ٢ بؤنه سنة ١٥١٢ الموافقة سنة ١٧٩٦ وخلا منصب البطريركية بعده نحو أربعة أشهر.
[الثامن بعد المائة]
مرقس الثامن كان يدعى أولا يوحنا وهو من طما وترهب بدير القديس أنطونيوس، وأقيم بطريركا فى ٢٨ توت/سنة ١٥١٣ الموافقة سنة ١٧٩٧ فى عهد السلطان سليم الثالث ابن السلطان مصطفى.
وفى أوائل مدته أتى أمير الجيوش الفرنسية بونابارتو نابليون الأول إلى الديار المصرية بجنود فرنساوية، وكان من أمر أخذه بلاد مصر وإقامة الفرنساوية بها ثلاث سنوات ما هو مشهور، ثم رحلوا من مصر وعاد زمام حكمها للسلطنة العثمانية وحان سعدها وتلألأ رونق مجدها بتولى المرحوم الخديوى الكبير محمد على باشا الذى حاز خديوية مصر لنفسه ولذريته الفخيمة من بعده فهذا البطريرك وافقت مدته ثلاث حكومات:
الأولى حكومة الولاة المعينين من السلطنة، والثانية حكومة الفرنساوية، والثالثة الحكومة الخديوية السنية التى جاءت عليه وعلى أمته الأرثدوكسية بأحسن ختام.
وكان فى مدته المعلم الشهير جرجس الجوهرى أخو إبراهيم الجوهرى، وكان هذا البطريرك رجلا محسنا وهو أول من نقل مركز البطريركية إلى الأزبكية، واستمر فى الرئاسة ثلاث عشرة سنة وشهرين وستة عشر يوما وتوفى فى ١٣ كيهك سنة ١٥٢٦ الموافقة سنة ١٨١٠.