فجعلها زاوية للصلاة، ثم عرفت بابن العربى لدفنه بها ولها مطهرة وأوقاف جارية عليها تحت نظر الديوان وشعائرها الإسلامية مقامة، وذكرها المقريزى فى المدارس؛ فقال: هذه المدرسة بدرب كركامة على رأس حارة الجودرية من القاهرة وقفها الأمير الكبير الشريف فخر الدين أبو نصر إسماعيل بن حصن الدولة فخر العرب ثعلب بن يعقوب بن مسلم بن أبى جميل دحية ابن جعفر بن موسى بن إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن على بن عبد الله بن جعفر ابن أبى طالب ﵁ الجعفرى الزينبى أمير الحاج والزائرين وأحد أمراء مصر فى الدولة الأيوبية وتمت فى سنة اثنتى عشرة وستمائة وهى من مدارس الفقهاء الشافعية، ومات الشريف إسماعيل بن ثعلب بالقاهرة فى سابع عشر رجب سنة ثلاث عشرة وستمائة انتهى باختصار.
وأما ابن العربى المذكور ففى تاريخ الجبرتى: أنه العلامة المحدث الشيخ على بن العربى الفاسى المصرى الشهير بالسقاط، ولد بفاس وقرأ على والده وعلى العلامة محمد بن أحمد العربى ابن الحاج الفاسى، وسمع منه الإحياء وأخذ عن الشيخ محمد بن عبد السلام البنانى.
كتب العربية وجاور بمكة فسمع على البصرى والنخلى وغيرهما وعاد إلى مصر؛ فقرأ على الشيخ إبراهيم الفيومى أوائل البخارى، وعلى عمر بن عبد السلام التطاونى جميع الصحيح وقطعة من البيضاوى وجميع المنح البادية فى الأسانيد العالية، وسمع كتبا كثيرة على عدّة مشايخ. وكان عالما فاضلا مستأنسا بالوحدة والانفراد ولا زال كذلك حتى توفى سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف ودفن بهذه الزاوية التى برأس حارة الجودرية انتهى باختصار.
ودفن بها أيضا السيد أحمد المتقدم الذكر وكان بيته تجاه هذه الزاوية وقد ملكه السيد المحروقى بعد موته ثم لما مات السيد المحروقى دفن بها أيضا وقد ذكرنا ترجمة السيد أحمد هذا وترجمة السيد المحروقى عند الكلام على حارة المحروقى من شارع الجودرية.
[زاوية ابن منظور]
قال المقريزى: هذه الزاوية خارج القاهرة بخط الدكة بجوار المقس عرفت بالشيخ