ابتداؤه من نهاية شارع الأشرف وأول شارع الغورية، ويمتد مشرقا إلى الجامع الأزهر وطوله مائتان وثمانون مترا. وهذا الشارع هو الذى سماه المقريزى بسوق القشاشين، وكان فيما بين دار الضرب وبين المارستان، ثم قال: وعرف اليوم بسوق الخراطين، وكان سوقا كبيرا معمور الجانبين يشتمل على نحو خمسين حانوتا، فلما حدثت المحن تلاشى أمره.
وكان بظهر الدكاكين التى عن يمينك فى أوله - وأنت سالك إلى الجامع الأزهر - الدرب المعروف بدرب الشمسى، وكان موضعه فى القديم دار الضرب التى بناها المأمون البطائحى - وزير الآمر بأحكام الله - قبالة المارستان فى سنة ست عشرة وخمسمائة، وسميت بالدار الأميرية، وكان دينارها أعلى عيارا من جميع ما يضرب بجميع الأمصار. وكان بجوارها دار الوكالة الحافظية أنشأها المأمون أيضا لمن يصل من العراقيين والشاميين من التجار وغيرهم، ومحلها الآن الوكالة المعروفة بوكالة السحاحير. وكان فى ظهر الدكاكين التى عن يسارك المارستان المذكور بجوار خزانة الدرق، التى محلها اليوم الوكالة المعروفة بوكالة رخا.
[عطفة الحمام]
وبهذا الشارع الآن من جهة اليمين عطفة الحمام وهى صغيرة غير نافذة، وبآخرها حمام الصنادقية، وهى من الحمامات القديمة سماها المقريزى بحمام «الخراطين» وقال: أنشأها الأمير نور الدين أبو الحسن على بن نجا بن راجح بن طلائع، وصارت أخيرا فى وقف الأمير علم الدين سنجر السرورى المعروف بالخياط إلى أن اغتصبها الأمير جمال الدين يوسف الأستادار، وجعلها وقفا على مدرسته برحبة باب العيد. وهى عامرة إلى اليوم، يدخلها الرجال والنساء، ويتوصل إلى مستوقدها الآن من درب ابن طلائع على يسرة من سلك من سوق الفرايين المعروف اليوم بشارع التبليطة.
وكان بجوار هذا الحمام حمام أخرى تعرف بحمام السبوباشى. قال المقريزى: واسمه عمرو ابن كحت بن شيرك العزيزى والى القاهرة، وقد خربت ولم يبق لها أثر ألبتة.
[عطفة العفيفى]
ثم بعد عطفة الحمام المذكورة عطفة العفيفى، ويقال لها عطفة أبى النصر، وكان موضعها القديم دربا يعرف بدرب المنقدى. ذكره المقريزى فقال: هذا الدرب بين سوق الخيميين وسوق الخراطين على يمنة من سلك من الخراطين إلى الجامع الأزهر. كان يعرف قديما بزقاق غزال، وهو ضيعة الدولة أبو الظاهر إسماعيل بن مفضل بن غزال، ثم عرف بدرب المنقدى، وهو الآن يعرف بدرب الأمير بكتمر أستدار العلاى. (اه).