للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[مطلب فى الكلام على وصف زاوية المشتهى] (زاوية المشتهى)]

قال السيوطى: وفى تاريخ المقريزى (١) فى سنة أربع وسبعين وسبعمائة توفى الشيخ [المسلّك] (٢) بهاء الدين محمد الكازرونى ليلة الأحد خامس ذى الحجة بزاويته التى يقال لها «المشتهى» بالروضة، أخذ عن أحمد الحريرى خادم ياقوت [الحبشى] (٣) خادم أبى العباس المرسى، عن الشيخ أبى الحسن الشاذلى وصحبه زمانا، وفى «إنباء الغمر بأنباء العمر» لشيخ الإسلام والحفاظ أبى الفضل بن حجر: محمد بن عبد الله الكازرونى، الشيخ بهاء الدين، قدم مصر وصحب الشيخ أحمد الحريرى صاحب الشيخ ياقوت الحبشى تلميذ الشيخ أبى العباس المرسى، وانقطع بعده فى «المشتهى» من الروضة، وكان الناس يترددون إليه ويعتقدونه، وكان الشيخ أكمل الدين شيخ الشيخونية كثير التعظيم له، وانقطع إليه البدر البشتكى، وكتب له أشياء كثيرة من تصانيف الشيخ محيى الدين بن عربى، وكان يكثر الثناء عليه. وكانت وفاته فى ذى الحجة، وأرخه ابن دقماق ليلة الأحد خامس ذى القعدة. وفى زماننا هذا يعنى سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف، الزاوية المذكورة مشهورة بزاوية الشيخ الكازرونى، وموضعها غربى سراية الخديوى إسماعيل، وبنتها سعادة والدة باشا، والدة الخديوى المذكور، وأقام بها الشيخ على القشلان، أحد المشاهير من رجال الطريقة القدرية ومعه سبعة دراويش، ورتبت بها مولدا سنويا وفى كل شهر ثلثمائة قرش ديوانية، ورتبت لها من الشمع والبن والفحم والزيت ما يلزم لها يوميا.


(١) انظر: السلوك لمعرفة دول الملوك، ج ٣ ق ١، ص ٢٠٩؛ تاريخ المساجد الأثرية، ج ١، ص ٢٧٣.
(٢) فى الأصل: الملك والمثبت من السلوك للمقريزى، ج ٣ ق ١، ص ٢٠٩.
(٣) فى الأصل: العرشى. والتصويب عن: السلوك للمقريزى ج ٣/ ٢٠٩.