للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومن حكايات جالينوس عن نفسه قال: مررت بشيخ يزرع شجرة، فقلت: يا شيخ ما تزرع، فقال: شجرة ثمرتها لى ولك، قلت: وما هى، قال: شجرة المشمش، ثمرتها لى لأنى آخذ ثمنها، ولك لأنها تكثر المرضى فتأخذ من أموالهم، وحكى عن نفسه فى معرفة التشريح، قال: أعرف رجلا شكا ضعف شهوة الطعام، فوضعت على رقبته أدوية فبرئ لأن فى العضوين المجاورين للعرقين النابضين شعبة إلى فم المعدة تنال منها الحس، وكان فى رقبة ذلك الرجل خنازير، فقطعها الأطباء، فأضر ذلك بتلك القصبة التى منها الشعبة، وبرئت رقبته، وصار ضعيف الشهوة عن الطعام، فوضعت عليها الأدوية المقوية فبرئ.

ومن كلامه: الإنسان سراج ضعيف، كيف يدوم ضوؤه بين رياح أربع يعنى الطبائع. وقال: الإنسان إلى تجنب ما يضره أحوج منه إلى تناول ما ينفعه، وقال: من كان له درهم فليجعل نصفه فى النرجس، فإنه راعى الدماغ، والدماغ راعى العقل، ورأى مصارعا كان لا يرمى أحدا قد صار طبيبا، فقال: الآن كما صرعت الناس. انتهى.

[فائدة]

قال دساسى: إن ابن الكندى هو أبو عمر أو أبو عمرو محمد بن الكندى بن يوسف، قال المقريزى: هو أول من كتب خطط مصر، ولم يذكر تاريخ كتابتها، وقال السيوطى فى: «حسن المحاضرة»: إن محمد ابن يوسف بن يعقوب صنف: (فضائل مصر) وكتاب: (قضاة مصر) كان فى زمن كافور. انتهى. وقد ألف ابن زولاق ذيلا على كتاب: قضاة مصر للكندى. انتهى. وفى كتاب: «كشف الظنون» أن ابن الكندى مات سنة ست وأربعين ومائتين هجرية.