قرية قديمة من مديرية البحيرة بمركز الحاجر، بجوار حاجر الجبل الغربى فى شمال ترعة الخشبى، الخارجة من ترعة أمين أغا بقرب ناحية خربتا، أبنيتها بالآجر واللبن، وبها أشجار جميز وسنط، ويزرع فيها قصب السكر، وفيها سواق معينة عذبة الماء، بعد ماؤها فى وقت التحاريق نحو ثلاثة أمتار، والعادة عندهم فى بناء السواقى أن يوضع فى نهاية الحفر خنزيرة من خشب الجميز، ثم يوضع فوقها حزم من حطب القطن وحطب اللال، وهو شجر ينبت فى الجبل، يبلغ طوله فى بعض الأحيان أكثر من متر، يعمل حزما تربط من الوسط والطرفين بالحلفاء، وترص بالخلاف كالبنيان على سطح الخنزيرة إلى سطح الأرض، ثم يردم حولها، ويزرع شجر الصفصاف؛ لأجل أن يمسك الأرض بجدرانه، فتمكث الساقية نحو خمس عشرة سنة، وتكسب أهلها من الزراعة وغيرها، وفيها تنسج أحرمة الصوف، ويقال فى أصل وضعها إنه بعد تخريب مدينة القدس، بأمر ملك الشام أنطيكوس إبيبغان رخص بطليموس حاكم مصر لاويناس الأكبر، رئيس أحبار اليهود فى بناء معبد فى أرض مصر على هيئة معبد الفرس، فبناه هناك، ونقل إليه ما يلزم من الحلى والزينة، والخدم وغير ذلك، وكثر حوله وفود اليهود، وبنو المنازل والمساكن، فكانت مدينة عظيمة وسميت اليهودية.
وقد بقى هذا المعبد محترما مبجلا زمن البطالسة، ثم صدرت الأوامر بقفله وتركه فى زمن قيصر الروم وبسبيسيان، ويظهر أن اضمحلال هذه المدينة قد بدأ من وقتئذ، وعلى هذا فمدة بقائها عامرة، تنيف على مائتين وأربعين سنة؛ لأن ابتداء عمارتها كان قبل المسيح بمائة وثلاث وسبعين سنة، وقفل المعبد كان بعد المسيح باثنتين وسبعين سنة، واتساع التل الموجود بها الآن، ربما يدل على أنها بقيت عامرة مدة أكثر من ذلك؛ لأنه لا يبلغ فى مثل هذه