للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المدة القليلة تلك السعة العظيمة، فلعل أويناس اختار لبناء المعبد مدينة قديمة كانت عامرة من قبل، والآثار التى ظهرت فى الحفر تشهد لذلك، فإنه وجد فى الأساسات ثلاث طبقات، بعضها فوق بعض، غطت السفلى طبقة من الرمال، وبنى فوقها، وهكذا.

فلعلها كانت قبل ذلك من مدن اليهود، وكانت هذه المدينة قديما محوطة بسور من اللبن، وكان فى زواياها، وفى نقط كثيرة منها أبراج آثارها باقية إلى الآن فى الجهة الشرقية الجنوبية، منها برج مبنى فوق بناء آخر من لبن أكبر من لبنه، ويرى فى بعض طوبه حمرة كالطوب المحرق، وقد اضمحل هذا التل الآن بسبب أخذ السباخ منه، ولم يبق به من الآثار إلا شئ قليل، ومن مدة خمس وأربعين سنة على ما ذكر لينان بيك؛ كان يوجد فى أعلى التل قطع كرانيش، تدل صنعتها على أنها من عمل المصريين، وفى جهة جنوب السور مع أرض المزارع، كان يوجد حائط ممتد من الشرق إلى الغرب، يشبه الرصيف، طوله نحو سبعمائة متر وعرضه أربعة أمتار، وعمقه فى الأرض نحو ستة أمتار، وهو من أحجار كبيرة، يظهر أنها نقلت إلى هذا الحائط من عمارة كانت قريبة منه، ويوجد الآن فى وسط التل فى ثلثى ارتفاعه تمثال من الحجر، وقطع أعمدة من طوب وشفاف وحجارة عليها نقوش هيروجليفية، وفى جهته الغربية على وجه الأرض آثار حمام من المرمر المصرى الأبيض، عبارة عن باب وعمودين وحوض حجر/واحد، طوله ثلاثة أمتار، وعرضه متران ونصف، فى عمق متر وأربعة أخماس متر، بداخله سلم على هيئة مغاطس الحمامات، وفى مقابلة مدينة السويس، فى الشمال الشرقى جزيرة تعرف عند الأهالى: باليهودية، بقربها محجر على ساحل البحر، تؤخذ منه الأحجار للعمارات، وإلى الآن يوجد هناك آثار وحوض، كانت تخزن فيه المياه الواصلة إليه من حفائر باقية آثارها.