الأشرف مظفر الدين موسى بن الناصر شريكا للمعز فى السلطنة، فأقاموه معه وعمره نحو ست سنين وكان الخبر قد ورد أن الملك المغيث عمر بن العادل الصغير أخذ الكرك والشوبك، وأخذ الملك السعيد قلعة الصبية، وقاموا لمحاربة عساكر مصر، فسار المعز بالعساكر والعرب من مصر فى ثالث القعدة سنة ٦٤٨ هـ، وخيّم بالصالحية، وترك الأشرف بقلعة الجبل، والتحم القتال بينهم فكانت النصرة له. انتهى.
[[الحرب بين الملك المعز والملك الناصر]]
وفى ترجمة كترمير لكتاب السلوك للمقريزى ما معناه: أن عساكر الملك المعز أيبك كانت مجتمعة بالصالحية وعساكر الملك الناصر بقرية كراع، وهى كما قال النوارى: قرية قريبة من العباسة، والسدير، والخشبى، (قلت): وأظن أن الخشبى، هو المحل المسمى الآن أبا خشيب، فكان بين الجيشين مسافة قليلة، وكان الناس يظنون أن النصرة تكون للملك الناصر بسبب كثرة جيوشه، وميل أغلب العساكر المصرية إليه، فكان الأمر على خلاف ظنهم، وقد قام المعز بعساكره، وخيم فى مقابلة أعدائه بمحل يعرف بسموط، وفى يوم الخميس عاشر القعدة استعد الفريقان للحرب، وفى السابعة من النهار حصل الإلتحام، فاتفق أن جناحى جيش الناصر سطوا على ما يقابلهما من جيش المعز، فانكسر الجناح الأيسر من جيش المعز وانهزم، فتبعته عساكر الناصر بلا تدبر فى العاقبة وثبت الجناح الأيمن من عساكر المعز وسطا على الجناح الأيمن من جيش الناصر فكسره، وبقى الحرب بين القلبين، وقد أخذ المنهزمون من جيش المعز المصريين بطريق الصعيد، ونهب العدو أشياءهم، وعند مرورهم بحذاء القاهرة كانت الخطبة فيها وفى القلعة باسم الناصر، كما كان ذلك فى الفسطاط والبلاد المجاورة لاعتقادهم نصرة الناصر، حتى حصل الشروع فى تجهيز الإقامات له وهو لا يعلم ذلك ومعسكره، وأمواله، وحشمه، وكراعه بقرية كراع، ولما انكسر جناح عسكره الأيمن، أوقع بهم المصريون فى