الذى ذكره المقريزى فى ترجمة دار ابن البقرى فعرفت به، وهى من ضمن بستان قراقوش، لأن المقريزى ذكر فى تحديد بستان بن ثعلب أن حده الشرقى إلى بستان الدكة، وبستان الأمير قراقوش، ولم يكن بعد بستان الدكة الذى من ضمنه الآن بيت زينب هانم إلا هذه الأرض. وأما خط زربية قوصون فكان بعد خط حكر بن الأثير، وقد بينا أن محله الآن الأرض التى عليها وابور المياه وما جاورها إلى الشارع الكائن بحرى بيت مراد باشا.
[[خط الميدان السلطانى]]
وأما خط الميدان السلطانى، فمحله من قرب قصر النيل إلى القصر العالى من الشارع الذى هناك، وكان بعده منشأة الكتبة قبلى زربية السلطان. قال المقريزى: وزريبة السلطان كانت قبلى جامع الطيبرسى، ومحلها الآن يكاد أن يكون فى أرض جنينة إبراهيم باشا ابن عم الخديو توفيق، وقد ذكرنا فى ترجمة جامع الطيبرسى أن محله الآن الجامع المعروف بالأربعين غربى سراى الإسماعيلية.
[[البركة الناصرية]]
قال المقريزى: إن السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون لما عمر ميدان المهارى أنشأ زربية فى قبلى الجامع الطيبرسى، وحفر لأجل بنائها البركة المعروفة الآن بالبركة الناصرية، واتصلت العمارة من بحرى الجامع الطيبرسى بزربية قوصون، وصار هناك أزقة وشوارع، ودروب ومساكن من وراء المناظر المطلة على النيل تتصل بالخليج، وأكثر الناس من البناء فى طريق الميدان السلطانى، فصارت العمائر منتظمة من قناطر السباع إلى الميدان من جهاته كلها، وعمر المكين إبراهيم ابن قزوينة ناظر الجيش فى قبلى زربية السلطان حيث كان بستان الخشاب دارا جليلة، وعمر أيضا صلاح الدين الكحال، والصاحب أمين الدين عبد الله ابن الغنام وعدة من الكتاب، فقيل لهذه الخطة منشأة الكتاب، واتصلت العمارة بمنشأة المهرانى، فصار ساحل النيل من خط دير الطين قبلى مدينة مصر إلى منية الشيرج بحرى القاهرة مسافة لا تقصر عن أزيد من نصف بريد بكثير كلها منتظمة بالمناظر العظيمة والمساكن الجليلة، والجوامع والمساجد والخوانك والحمامات وغيرها من البساتين لا تجد فيما بين ذلك خرابا ألبتة.
ثم لما حدثت المحن من سنة ست وثمانمائة وتقلص ماء النيل عن البر الشرقى خربت تلك الجهات