هذا وصف جهة اليسار من هذا الشارع، وأما جهة اليمين فبها:
جامع الشعرانى
ضريح الأستاذ الشيخ عبد الوهاب الشعرانى صاحب التآليف الشهيرة داخل الجامع المعروف باسمه، وهو عن يمين الذاهب من شارع باب الشعرية إلى شارع الموسكى، أنشأه القاضى عبد القادر الأرزبكى (نسبة إلى الأمير أرزبك - أحد أمراء الجراكسة) وجعله مدرسة، ووقف عليها أوقافا كثيرة، شعائره مقامة من ريعها إلى الآن، ويعمل لسيدى عبد الوهاب حضرة كل أسبوع، ومولد كل عام.
وبأسفل هذا الجامع سبيل تابع له يملأ كل سنة من الخليج المصرى، وبلصقه ضريح يعرف بضريح الخضر.
وذكر الشعرانى فى طبقاته فى ترجمة سيدى على نور الدين الشونى أنه كان له وظيفة تدريس بتربة السلطان طومان باى العادل، ثم قال: ولما مات دفن بالمدرسة القادرية بخط بين السورين. (اه).
وفى طبقات المناوى أن الشيخ على الشونى كان شيخ الصلاة على رسول الله بالجامع الأزهر ودفن بزاوية الشعرانى بخط بين السورين، وكانت وفاته سنة أربع وأربعين وتسعمائة (١). (انتهى).
(قلت): المدرسة القادرية هى مسجد الشعرانى الموجود الآن، وأما تربة السلطان طومان باى فقد تهدم أكثرها، ولم يبق منها الآن إلا القبة التى يشاهدها السالك فى طريق العباسية قبل الوصول إلى قشلاق عساكر البيادة الذى هناك، وعلى بابها كتابة تدل على تاريخ إنشائها وعلى اسم منشئها، وهذا الباب مرتفع عن الأرض بنحو مترين يظهر أنه كان له سلالم.
[[زاوية أبى العشائر]]
وبأول هذا الشارع زاوية أبى العشائر عند باب القنطرة، ويقال لها أيضا جامع أبى الأشائر، عرف باسم منشئها أبى السعود بن أبى العشائر. قال الشعرانى: وكان من أجلاء مشايخ مصر.
مات سنة أربع وأربعين وستمائة، ودفن بسفح جبل المقطم. (انتهى).
[[زاوية خوند]]
وبآخره زاوية خوند بجوار ضريح الأربعين منقوش على بابها فى الحجر اسم فاطمة خوند، وهى مقامة الشعائر، وبها منبر، وكانت تعرف أولا بمدرسة أم خوند، وكان سيدى عبد الوهاب الشعرانى يتعبد بها - كما هو مذكور فى كتاب وقفيّته.