وأما فى الدولة العثمانية، فيركب بيكلر بيكى مصر فى وقت الصباح من القلعة، وينزل إلى بولاق للسفن المزينة التى أعدت له وللصناجق والأمراء تجاه الترسخاناه، فينزل هناك بها ويقلع من السفائن التى هو بها، ويقلع خلفه جميع الصناجق بسفائنها وكذا الأمراء، ثم تضرب المدافع العديدة، ولا يزال سائرا من بحر مصر العتيقة إلى المقياس بالروضة، وذلك حين يبقى لوفاء البحر أقل من عشرين إصبعا، ويجلس فى المقياس المذكور إلى أن يصير البحر ستة عشر ذراعا، وتارة يجلس بعد الوفاء يوما أو يومين ويعمل العرائس النفيسة، ويقع من القصف واللهو مالا يحصى، وفى يوم إرادة البيكلر بيكى فتح السد، يمدّ سماط قبل طلوع الشمس للصناجق والجاويشية المتفرقة وغيرهم من العساكر، ويحضر عنده قاضى مصر إذ ذاك، وبعد الفراغ من السماط يخلع على كاشف الجيزة وابن الخبيرى شيخ عرب الجيزة، وكذلك كاشفها، وعلى صو باشا مصر ووالى بولاق ومصر القديمة وأمين الشون، وحاجى باشا وأمين البحرين وأمين الحضرا وناظر الحسبة وأمين الخردة، ثم ينزل هو وقاضى عسكر مصر وجميع الصناجق فى السفن، ولا يزال/سائرا وطبول الصناجق تضرب إلى أن يأتى السد، فينثنى ثم يصعد من السد إلى القلعة، ويكون يوما مشهودا.
[[جبر الخليج فى مدة الفرنساوية][عن كتاب وصف مصر]]
ولما دخلت الفرنساوية مصر وحكموا فيها، اعتنوا بأمر المقياس، وأجروا عادة جبر الخليج على النسق القديم، وهذه ترجمة ما وجدته مسطورا فى الجزء الخامس عشر من كتابهم الذى وضعوه لمصر، فى اليوم السادس من شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف هلالية، الموافقة لسبعة عشر من شهر أغسطس سنة ثمان وتسعين وسبعمائة وألف ميلادية: