(طومان باى) -الذى ولته العسكر بعد الغورى على مصر-وصلبه على أحد أبواب القاهرة.
وبه انتهت دولة المماليك.
[المدة العاشرة]
٢٩٩ سنة، جاء بعد المماليك على مصر دولة العثمانيين، ولم تخالف دولة المماليك، ومن مبدأ ظهورها-فى صحارى الجهة العليا من آسيا-وهى تشن الغارات، وتشعل نار الحرب.
وأول شئ أغارت على ما بقى لدولة الرومانيين الشرقية فى سواحل البحر/الأبيض، واستولت عليه فى أواخر القرن الثانى عشر، ثم دخلت أرض أوربا فى القرن الرابع عشر، وأشعلت نيران الحروب فى نواحيها.
وفى القرن الخامس عشر استولى السلطان محمد على القسطنطينية، وأزال ملك الرومانيين بالكلية من جهات المشرق. ثم بعد ذلك بقليل صارت مصر داخلة فى حكومة آل عثمان. وأما أهل البلاد الأوروباوية، فأخذوا فى طريق المدافعة عن أنفسهم وبلادهم، ووقفوا عند حدود لا يتجاوزونها، فنجحوا بسبب ذلك.
ومن اجتهادهم وغيرتهم على أوطانهم، نمت قوتهم العسكرية والسياسية، حتى فاقوا على عدوهم وأدخلوا فى ملكهم ما كان للأوروباويين من بلاد أوروبا.
وفى خلال تلك الفتن والحروب، عمّ الخراب مدينة الإسكندرية، ولم يبق شيئا منها، وصارت فى مدة البيكوات لا اعتبار بها بين المدن إلى زمن الفرنسيس. والذى أتم خرابها، وأزال سعدها اتخاذ الأوروباويين طريق العشم للتجارة، وتركهم طريقها، فوقعت بذلك فى أسوأ حال، وتجردت عن كل مزية.
[مطلب تاريخ الحوادث من استيلاء الدولة العثمانية]
وحيث انجرّ بنا الكلام إلى ذكر تلك الحوادث، فلا بأس أن نذكر ملخص تاريخ