للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحوادث التى تقلبت فيها الديار المصرية، من استيلاء الدولة العثمانية عليها؛ ليقف القارئ على أسباب اضمحلال الديار المصرية، وسقوط هذه المدينة عن الدرجة التى كانت اكتسبتها فى الأزمان السالفة.

ونبدأ بالأهم منه فنقول: إن السلطان سليم لما أخذ مصر، ورأى غالب حكامها من المماليك الذين ورثوها عن ساداتهم، رأى أن بعد الولاية عن مركز الدولة ربما أوجب خروج حاكمها عن الطاعة وتطلبه الاستقلال، فجعل حكومة مصر منقسمة إلى ثلاثة أقسام، وجعل على كل قسم رئيسا، وجعلهم جميعا منقادين لكلمة واحدة هى كلمته.

ورتب الديوان الكبير، وجعله مركبا من الباشا-الوالى من قبله-ومن بيكين: السبع وجاقات، وجعل للباشا مزية توصيل أوامر السلطان إلى المجلس، وحفظ البلاد، وتوصيل الخراج إلى القسطنطينية، ومنع كل من الأعضاء عن العلو على صاحبه، وجعل لأعضاء المجلس مزية نقض أوامر الباشا بأسباب تبدو لهم، وعزله إن رأوا ذلك، والتصديق على جميع الأوامر التى تصدر منه فى الأمور الداخلية.

وجعل حكام المديريات الأربع والعشرين من المماليك، وخصهم بمزية جمع الخراج من البلاد، وقمع العربان وصدهم عنها، والمحافظة على ما فى داخلها، وكل ذلك بأوامر تصدر لهم من المجلس، وجردهم عن التصرف من أنفسهم، ولقب أحدهم المقيم بمصر:

شيخ البلد.

ثم رتب الخراج، وقسمه أقساما ثلاثة:

وجعل من القسم الأول: ماهية عشرين ألف عسكرى بالقطر من المشاة، واثنى عشر ألفا من الخيالة.

والقسم الثانى: يرسل إلى المدينة المنوّرة ومكة المشرفة.