للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

داره ونهبوا ما فيها وخربوا هذا المسجد وما حوله، ولما هدأت الأمور وانقشعت الفرنساوية رجع السيد بدر الدين وعمر المسجد والدار أحسن مما كانا عليه.

[ترجمة السيد على موسى المعروف بابن النقيب]

وكانت له شهرة عظيمة بعد أخيه السيد على موسى المحدث الحسيب النسيب الحسينى المقدسى الأزهرى المصرى، عرف بابن النقيب لأن جدوده تولوا نقابة بيت المقدس، وقرأ به القرآن وبعض العلم وانتقل إلى الشام فأخذ عن فضلائها، ثم عاد إلى القدس فاجتمع بالشيخ مصطفى البكرى وأخذ عنه الطريق، ورغب فى مصر فوردها وحضر على السجينى والعزيزى والحفنى وغيرهم، ومهر فى الفنون وتصدر بالمشهد الحسينى لتدريس التفسير والفقه والحديث، وكان ذا جودة وجود ومروءة عالما بالأصول والفروع، وكان منزله بجوار المشهد الحسينى موردا للآملين، وكان له رغبة فى الخيل وشرائها، وكان فارسا يستعمل/السلاح والرمى بالرماح، ولما ضاق عليه منزله لكثرة الواردين وميله إلى ربط الخيل انتقل إلى الحسينية.

ثم فى سنة سبع وسبعين ومائة وألف، عند تجديد المشهد الحسينى من طرف الأمير عبد الرحمن كتخدا سافر إلى دار السلطنة، وقرأ دروس الحديث فى عدة جوامع واشتهر هناك بالمحدث، وأقبلت عليه الناس أفواجا للتلقى عنه، وتزوج هناك ثم عاد إلى مصر، وعاد إلى درسه بالمشهد الحسينى سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف، ولم يزل على عادته المألوفة إلى أن مات سنة سبع وثمانين ومائة وألف، فأمر محمد بيك أبو الذهب بإعطاء أخيه بدر الدين خمسمائة ريال لتجهيزه، ثم جلس بدر الدين مكانه فى إملاء درس الحديث بالمشهد الحسينى، ومشى على قدم أخيه وأقبلت عليه الناس والدنيا وبنى هذا الجامع والدار انتهى.

[جامع بدر الدين الإنائى]

هو بشارع الزرائب بالقرب من باب القرافة. أعظمه متخرب وبجزء منه ثمانية أعمدة من الزلط والرخام، وبه المنبر والقبلة وضريح الشيخ بدر الدين المذكور، وله ميضأة بها شجرة لبخ، وسبيل ومكتب مهجور ومنارة وله محلات بجواره موقوفة عليه، وشعائره مقامة من إيرادها تحت نظر الشيخ حسن ترك.