يبتدئ من أول شارع الورّاقين، وينتهى لشارع العطارين والفحامين، وطوله مائة وستة وثلاثون مترا، وهو فى محاذاة شارع الغورية، والفاصل بينهما وكالة يعقوب بيك والأماكن التى بجوارها المتصلة بجامع الغورى، عرف بالتربيعة من أجل قيسارية كانت به، بعضها وقف القاضى الأشرف ابن القاضى الفاضل عبد الرحيم بن على البيسانى على ملء الصهريج بدرب ملوخيا، وبعضها وقف الصالح طلائع بن رزيك الوزير، وقد هدمت هذه القيسارية وبناها الأمير جانى بيك-دوادار السلطان الملك الأشرف برسباى الدقماقى الظاهرى-سنة ثمان وعشرين وثمانمائة تربيعة تتصل بالوراقين، وجعل لها بابا من الشارع، وبنى علوها طباقا وحوانيت على بابها، فجاءت من أحسن المبانى. (انتهى مقريزى). (قلت): وقد بقى لها هذا الاسم إلى وقتنا هذا.
وبهذا الشارع من جهة اليمين زاوية صغيرة تعرف بزاوية بزاوية موسيو، أنشأها سليمان أفندى، المعروف بموسيو خليفة اليومية بالباب العالى، وصرف عليها من الفضة الأصناف العددية الديوانية خمسة وثمانين ألفا وتسعمائة وإحدى وخمسين نصفا، وهى معروفة بوقف الشيخ روى الدين-كما وجد ذلك فى بعض الوثائق المؤرخة بسنة اثنتين وثمانين ومائة وألف، لها منبر وخطبة، وشعائرها مقامة إلى الآن من جهة الأوقاف.
ثم سكة حمام الشرايبى يسلك منها لشارع الجودرية، وبأولها من جهة اليسار وكالة تعرف بوكالة مقلد معدة لبيع أصناف العطارة، وبجوارها باب دار الأمير محمد باشا السيوفى، لكنه غير مستعمل الآن، بل المستعمل هو الباب الكبير الذى بوسط الفحامين.