وبمقارنة الموجود فى الديار المصرية بعدد أهلها يخص المليون من الأهالى ٤٢٢ كيلومتر، وهذه النسبة فائقة فوقانا كليا على مثلها من ممالك كثيرة، فإن المليون من الأنفس فى مملكة إيطاليا يخصه ٢٣٩ كيلومتر، وفى بلاد النمسا يخصه ٣٣٥، وفى إسبانيا ٣٣٠، وفى البرتغال ١٩٧، ويقرب من ذلك بلاد البلجيكا فإن المليون فيها يخصه ٥٩٨، وكذا بلاد الألمانيا فإن المليون من أهلها يخصه ٥١٤، وكذا مملكة فرانسا إذ النسبة فيها ٤٨٣.
وبالنظر للمنقولات على السكة الحديد، يعلم أن فائدتها بمصر من أعظم الفوائد للقطر، وأن حركتها لا يضاهيها غيرها من البلاد الأخر، مثلا إذا قارنا الجارى عندنا بالجارى فى بلاد الروسيا، نجد أن منقولات الأشخاص فائقة فى مصر عن تلك المملكة، ومنقولات التجارة بالعكس، لأن ما نقل من الأشخاص بالخطوط المصرية فى سنة ١٨٧١ ميلادية، إذا وزع على عدد الكيلومترات يخص الكيلومتر الواحد ١٠٠٧ أشخاص، وإذا طرحت من متحصل المنقول من الأشخاص جميع الواردين على مصر من الجهات الهندية إلى جهة أوروبا وبالعكس، يكون ما يخص كل كيلومتر واحد من عدد المنقولين فى هذه السنة من المقيمين بالديار المصرية وأهلها ٩٩٣.
وبتوزيع المنقولين على سكك الحديد المسكوبية فى سنة ١٨٧١ ميلادية وهو ٧١٨٧١٤٦٩، وعلى طول الخطوط الموجودة يكون ما يخص الكيلومتر الواحد ٨٤٠ شخصا، وهو أقل مما خص هذه المسافة بمصر بقدر ١٥٣ شخصا.
وأما المنقولات من البضائع فما يخص الكيلومتر الواحد فى مملكة الروسيا ٦٧٩ طونولاتو، وفى مصر ثلث ذلك.
[محطات السكة الحديد]
من المعلوم أن كل عمل لا بد له من صعوبات فى مبدأ الشروع فيه، ولا شك أن السكك الحديد من أجسم الأعمال لاحتياجها إلى كثير من العمليات والمبانى اللازمة لتوطينها،