التى يترتب عليها رىّ الأراضى فى النيل القليل، ويمتنع تشريق الأراضى، وسنتكلم على المقياسين المذكورين ومقياس فم البحر فيما سيأتى.
[[كيفية الصرف على المقياس والذين تولوا أمره]]
وكان للمقياس مبلغ مرتب للصرف منه على ما يلزم، ففى زمن الفاطميين كان المربوط للمقياس فى كل سنة ستين دينارا، وكانت مخصوصة بتطهير العيون التى يدخل منها الماء لحوض المقياس، وكان يدفع هذا المبلغ سنويا الى شيخ المقياس. وفى سنة خمس وأربعين ومائتين هجرية ترتب فى كل شهر ديناران يصرفان من خزينة بيت المال لعبد الله بن عبد السلام بن عبد الله بن أبى الرداد، الذى أحضره يزيد بن عبد الله الملقب بالترك من بغداد، وولاه القياس فى مقياس الروضة، بدل النصارى الذين كانوا يتولون القياس فى ذلك الوقت. ولما مات عبد الله المذكور فى سنة ست وستين ومائتين هجرية بقيت الوظيفة فى ذريته، واستمرت كذلك إلى سنة أربعين وخمسمائة وألف ميلاديه، والذى كان يتولى القياس وقت الفرنساوية كان يدّعى القرابة لهذه العائلة، والموجود الآن من ذريتهم على ما يقال.
[[مطلب الكلام على جبر البحر](جبر البحر)]
حيث كانت سعادة أهل الديار المصرية من فيضان النيل، كان المصريون فى الأزمان السابقة يطلبون وفاءه من المقدس «سيرابيس»، وكانت أوقات زيادته عندهم أوقات سرور وأفراح، وما يشاهد فى أزماننا من ذلك هو بعض ما كان يعمل فى الأزمان السابقة؛ لأن المصريين فى الأزمان القديمة كان لا يشغلهم شاغل غيره، وكانت مبانيهم الفخيمة ومحل أعيادهم موزعة على شاطئه من ابتداء شلال أسوان إلى البحر المالح، وكانت تنصب