أمام الجامع المجاور لمدرسة الجوهرية من غير ثمن وأضاف إليه قطعة أخرى، وأنشأ ذلك رواقا خاصا بهم ونقل إليه الأحجار والعمود الرخام الذى بوسطه من جامع الملك الظاهر بيبرس الذى خارج الحسينية، وكان تحت نظر الشيخ إبراهيم السجينى ليكون ذلك نكاية له نظير تعصبه عليه، وعمل به قوائم وخزائن واشترى له غلالا من جرايات الأشوان وأضافها إلى أخباز الجامع، وأدخلها فى دفتره يستلمها خباز الجامع ويصرفها/خبزا لأهل ذلك الرواق فى كل يوم، ووزعها على الأنفار الذين اختارهم من أهل بلاده انتهى. ودفتر هذا الرواق جامع لكثير من مجاورى بلاد الشرقية ولا يسكنه إلا القليل من فقرائهم كرواق الصعائدة، وجرايته كل يومين ثلاثمائة وخمسة وأربعون رغيفا، وشيخه الشيخ أحمد الغربى، ثم لما توفى جعل شيخا عليه الآن الشيخ إبراهيم الظواهرى الشرقاوى.
[رواق الحنابلة]
هذا الرواق بجوار زاوية العميان من إنشاء المرحوم عثمان كتخدا منشئ زاوية العميان، بل هو فى الأصل قطعة من زاوية العميان، وهو يحتوى على ثلاثة مساكن علوية جددها الأمير راتب باشا الكبير، وأهل هذا الرواق الآن نحو ثلاثين تلميذا. وشيخهم الشيخ يوسف النابلسى الشامى تلقى مذهب ابن حنبل فى مدرسة بلدته، وقد أجرى عليهم راتب باشا مرتبات وجراية كل يومين مائة وعشرين رغيفا مرتبات جارية إلى الآن.
وأما حارات الأزهر فهى عبارة عن جهات بها الخزن والدواليب موضوعة فى نهاية المقصورة القديمة وخلافها، فتجد بعض طوائف المجاورين لهم خزن فى جهات مخصوصة تعرف بهم ويسمونها حارة كذا، وهى حارة البشابشة بظهر رواق المغاربة، وحارة السليمانية على يمنة داخل باب الشوام، وحارة الدكة بظهر القبلة القديمة، وحارة الممشى بالطرقة الموصلة من باب الجوهرية إلى باب الشربة، وحارة النفراوية بجوار رواق دكارنة صليح، وحارة البجيرمية بجوار حارة النفراوية، وحارة العفيفى بين أبواب المقصورة، وحارة الزرقانية بجوارها، ولكل حارة شيخ.
[مطاهره ومصانعه ومراحيضه]
للأزهر ثلاث ميضآت:
الميضأة الكبيرة: عن شمال الداخل من باب المزينين. بابها فى وسط الصحن بين رواق معمر ورواق الفشنية، وهى متسعة يبلغ طولها نحو عشرة أمتار وعرضها نحو خمسة، وفى وسطها فوارة كبيرة تمتلئ منها، وعليها سقف من الخشب المتين قائم على ثمانية عمد، وعن