للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما وقف، وكان بها ولده، وسكنها قاضى القضاة برهان الدين إبراهيم بن جماعة، فأنفق فى زخرفتها سبعة عشر ألف درهم عنها يومئذ ما ينيف عن سبعمائة دينار مصرية، ولم تزل هذه الدار وقفا إلى أن بيعت على أنها ملك فى سنة إحدى وعشرين وثمانمائة بدون ألف دينار لزين الدين عبد الباسط بن خليل صاحب الجامع، فجددها وبنى تجاهها جامعه. (انتهى).

وبقيت هذه الدار بيد ذرية زين الدين مدة، ثم صارت تنتقل من يد مالك إلى آخر حتى اشتراها المرحوم عباس باشا قبل توليته على الديار المصرية، وبناها بناء محكما، وسمّاها بالإلهامية على لقب ابنه إبراهيم إلهامى باشا، وهى سراى متسعة كبيرة الإيوانات والحجر ذات فناءين، وبها بستان صغير، ثم بعد موت المرحوم عباس باشا وموت ابنه إبراهيم إلهامى باشا اشتراها خليل بيك ابن إبراهيم باشا يجن من تركة إلهامى باشا، ثم فى زمن الخديو إسماعيل عند تنظيم بركة الأزبكية وما حولها من الشوارع والحارات أخذت دار السيد على البكرى نقيب الأشراف الكائنة بحارة الشيخ عبد الحق من شارع العشماوى فى التنظيم المذكور، فأنعم عليه الخديو إسماعيل بسراى الخرنفش المذكورة، وهى باقية بيد ذريته إلى يومنا هذا.

[ترجمة الأمير سيف الدين تنكز]

وأما تنكز المذكور فهو-كما فى المقريزى-الأمير سيف الدين أبو سعيد خليل، جلب إلى مصر وهو صغير، فنشأ عند الملك الأشرف خليل، فلما ملك السلطان الناصر محمد ابن قلاون أمّره إمرة عشرة قبل توجهه إلى الكرك، وسافر معه إلى الكرك، وتقدم وباشر نيابة دمشق، وأنشأ بها جامعا، ولم يزل إلى أن أشيع بدمشق أنه يريد العبور إلى بلاد التتر، فبلغ ذلك السلطان، فتنكر له وجهز إليه من قبض عليه، وأحيط بماله، وقدم الأمير بشتاك إلى دمشق لقبضه، وخرج إلى مصر ومعه من مال تنكز وهو من الذهب العين ثلثمائة ألف وستة وثلاثون ألف دينار، ومن الدراهم الفضة ألف ألف وخمسمائة ألف درهم، ومن الجواهر واللؤلؤ والزركش والقماش ثمانمائة حمل، ثم استخرج بعد ذلك من بقايا أمواله أربعون ألف دينار وألف ألف ومائة ألف درهم، فلما وصل تنكز إلى قلعة الجبل جهز إلى الإسكندرية، واعتقل فيها نحو الشهر، وقتل فى مجلسه، ودفن بها يوم الثلاثاء حادى عشر المحرم سنة إحدى وأربعين وسبعمائة. ومن الغريب أنه أمسك يوم الثلاثاء، ودخل مصر يوم الثلاثاء، ودخل