للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مطلب المسلتين]

وفى تلك المدينة/مسلتان لكيلوباترة إحداهما قائمة والأخرى مطروحة بجوارها، وكانت قائمة، قبل، كأختها ثم أهديت لدولة الإنكليز، كما قد أهدى محمد علىّ باشا إلى الفرنساوية مسلة من مسلات الكرنك، وهى الآن قائمة بأحد ميادين باريس تجاه سراى الملك، ولكن الإنكليز تنحوا عنها، وتركوها ملقاة بسبب أنه كان اعترى كتابتها بعض تلف.

والمسلة القائمة ارتفاعها ٢٠،٤٦ مترا أى ٦٣ قدما، من نهاية القاعدة إلى آخر الهرم الصغير، ومن هذه النهاية إلى قاعدة الهرم ١٨،٤٦، وطول ضلع القاعدة سبعة أقدام وثلاثة أصابع، فجسمها عبارة عن ٧٠،٢٠ (١) مترا مكعبة، وترن ١٨٦٢٤٦ (٢) كيلوجرام.

والأخرى مثلها تقريبا.

وقال (بلين) المؤرخ: إن ارتفاع كل من المسلتين ٤٢ ذراعا، وبمقارنة أجزاء المسلة إلى بعضها، يرى ارتفاع الهرم الصغير قريبا من عرض القاعدة، وهذا العرض منحصر بين التسع والعشر للارتفاع الكلى. وقد امتحنت جميع المبانى التى من هذا القبيل، فوجدت جميعها على هذه النسبة، ومن هنا يظن أنه كان للمصريين قواعد لا يخرجون عنها فى تفصيل أجزاء مثل هذه المبانى.

وباعتبار طول الذراع المصرى كما قدمنا:٤٦٢، مترا يكون ارتفاع المسلة إلى أصل الهرم ٤٠ ذراعا، وإلى آخره ٤٤.

وفى زمن البطالسة كانت المسلتان قائمتين أمام المعبد، الذى كان بنى بإسكندرية، زمن الملكة كيلوباترة باسم القيصر والد ابنها، وقد عاينه (استرابون) حين ساح فى بلاد مصر، وذلك قبل الميلاد بأربع وثمانين سنة، فنسبتهما حينئذ-إلى هذه الملكة-لا شك فيها بخلاف خليج إسكندرية، وما يسميه الناس بحمامات كيلوباترة فإنهما لا ينسبان لها أصلا، فإن الخليج موجود قبلها، والحمامات كانت مقابر لا غير.


(١) فى الأصل ٧٢٠ انظر ص ١٠٨ من هذا الجزء.
(٢) فى الأصل ٨٦٢٤٦ انظر ص ١٠٨ من هذا الجزء.