ومن هذه البلدة أيضا الأمير أحمد بيك السبكى ابن أحمد بن سليمان عجيلة من عائلة تسمى العجايلة، يقال إن أصلهم من بيت عجيل من مديرية الشرقية، دخل صغيرا مكتب منوف سنة تسع وأربعين ومائتين وألف هجرية من ضمن أولاد المكاتب الذين جلبهم العزيز المرحوم (محمد على باشا) من البلاد، ثم نقل إلى قصر العينى، ثم إلى أبى زعبل، ثم إلى المهندسخانة، ثم سافر مع الأنجال إلى بلاد فرنسا فأقام بباريس سنتين، ثم دخل مدرسة السوارى، وبعد تمام تعليمه حضر إلى مصر فى عهد سرعسكر المرحوم (إبراهيم باشا) فجعل ضابط خيالة برتبة ملازم أول، بمرتب ثلثمائة قرش فى برنجى ألاى سنة أربع وستين ومائتين وألف، وجعل خوجة فى ذلك الألاى، وبعد سبع سنين خرج من الألاى وألحق بالمهندسين الذين ندبوا لرسم الترعة المالحة التى بين البحر الرومى والأحمر برتبة يوزباشى أول بماهية سبعمائة وخمسين قرشا، غير الضميمة التى هى ثلث الماهية، وبعد انتهاء هذه العملية تعين مع الأمير (محمود باشا الفلكى) لرسم خرطة الأقاليم البحرية فى زمن المرحوم (سعيد باشا)، وبعد انتهائها أنعم عليه برتبة صاغقول أغاسى، وفى مبدأ حكومة الخديوى السابق (إسماعيل باشا) أخذ رتبة بيكباشى فى المصلحة المذكورة، ثم صار من رجال هندسة ديوان الأشغال العمومية برتبة قائمقام، وقد تعين فى جملة مأموريات شريفة فسار بمعية المرحوم (محمود باشا) إلى دنقلة؛ لأجل رصد الكسوف الكلى للشمس الذى حصل سنة ست وسبعين ومائتين وألف، وكان قد طلب ذلك علماء المملكة الفرنساوية من المرحوم (سعيد باشا)، وسافر مرة إلى سواكن بمعية (إسماعيل باشا الفلكى) لاستكشاف محل يوافق عمل سكة الحديد من سواكن الواقعة على ساحل البحر الأحمر إلى شندى الواقعة على بحر النيل بين بربر والخرطوم التى بها مات المرحوم (إسماعيل باشا) ابن المرحوم (العزيز محمد على باشا)، فأقاموا فى تلك المأمورية نحو أربعة أشهر فى عمل الرسومات، ثم اتضح لهم عدم