الشيخ مدين القوصونى فيمن ترجم من علماء عصره، وقال فى حقه: الفاضل العلامة الفقيه المفيد، أخذ عن الشيخ الفاضل محمد شمس الدين الصوفى المقدسى الشافعى نزيلها بجامع الحاكم، وهو الذى رباه من صغره وزوجه ببنته، واستمر تابعا له آخذا عنه إلى حين وفاته، وأخذ عن الشمس محمد الرملى وكان ملازما للمدرسة المذكورة نهارا ولمنزله بها ليلا، وحج المرة بعد المرة برا ومرة بحرا وجاور، وله من المؤلفات «حاشية على الشفاء» للقاضى عياض، وشرح على منظومة الجلال السيوطى التى تتعلق بالبرزخ سماه «فتح المغيث فى شرح التشبيث عند التبييت» وهو قولات، وشرح آخر عليها سماه «فتح الغفور» وهو مزج، وله أيضا شرح على منظومة ابن العماد التى فى النجاسات سماه «فتح المبين بشرح منظومة ابن عماد الدين»، وله رسالة سماها «هدية الإخوان فى مسائل الإسلام والاستئذان»، وله «مناسك حج كبيرة وأخرى صغيرة» وله «الفتاوى» التى جمعها من خط شيخه شيخ الإسلام الشمس الرملى فى مجلد ضخم، انتهى ما قاله الشيخ مدين.
ورأيت فى تعاليق أخينا الفاضل مصطفى بن فتح الله ترجمته، وذكر أنه أخذ عن النجم الغيطى ومن في طبقته من علماء وقته، وأخذ عنه الشيخ سلطان المزاحى، والشمس محمد البابلى وغيرهما، وكان له مهارة فى علوم الحديث والعلوم النظرية وفقهه بتكلف، واتفق للشيخ سلطان معه أنه حصل له يوما صلاة الجمعة فى مسجد كان صاحب الترجمة إماما فيه، وكان من عادته أن يقيم ولده للخطبة ويصلى الجمعة هو بنفسه، فلما فرغ ولده من الخطبة تقدم للصلاة على عادته، فأمسك بيده الشيخ سلطان وقال له: يا سيدى قد قالوا إن من شرط إمام الجمعة إن يكون خطيبا أو سمع الخطبة، وكان المترجم عرض له ثقل فى سمعه فقدم ولده حينئذ للصلاة بدله، انتهى.
وكانت وفاته فى الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وألف عن ثلاث وتسعين سنة، ودفن بفسقية أحدثها بجوار الإيوان الصغير الغربى من المدرسة المذكورة رحمه الله تعالى.