مات بمكة فى رجب سنة ثلاث وسبعين، وقال البرهان القيراطى يرثيه:
ستبكيك عينى أيها البحر بالبحر … فيومك قد أبكى الورى من ورا النهر
لقد كنت بحرا للشريعة لم تزل … تجود علينا بالنفيس من الدر
لقد كنت فى كلّ الفضائل أمة … مقالة صدق لا تقابل بالنّكر
إليك يردّ الأمر فى كلّ معضل … إلى أن أتى ما لا يرد من الأمر
تعزى بك الأمصار مصر لعلمها … بأنك مازلت العزيز على مصر
إلى آخرها.
وأخوه جمال الدين الحسين أبو الطيب بن الشيخ تقى الدين السبكى، ولد فى رجب سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة، وأخذ عن أبيه والأصبهانى والزنكلونى وأبى حيان وفضل، ودرس بعدة أماكن، وألف كتابا فيمن اسمه الحسين بن على، مات فى حياة أبيه فى رمضان سنة خمس وخمسين.
ومنها قاضى القضاة بهاء الدين أبو البقاء محمد بن عبد البر بن الصدر يحيى بن على بن تمام السبكى، ولد سنة ثمان وسبعمائة وأخذ عن القطب السنباطى والزنكلونى والكتنانى وأبى حيان والقونوى، وكان إماما فى علوم شتى، وله «شرح الحاوى» واختصر قطعة من «المطلب»، وولى قضاء الديار المصرية وتدريس الشافعى، مات فى ربيع الأول سنة سبع وسبعين.
وولده بدر الدين محمد ولى قضاء الديار المصرية مرارا وتدريس الشافعى، وكان ماهرا فى الفنون منصفا فى البحث، مات سنة اثنتين وثمانمائة.
ومنها أبو الفتح السبكى تقى الدين محمد بن عبد اللطيف، كان فقيها أصوليا أديبا شاعرا، تفقه على قريبه العلامة تقى الدين السبكى وألف تاريخا، مات في ذى القعدة سنة أربع وأربعين وسبعمائة اه من «حسن المحاضرة».
وفى «خلاصة الأثر» أن منها الشيخ أحمد بن خليل بن إبراهيم بن ناصر الدين الملقب شهاب الدين المصرى الشافعى السبكى، نزيل المدرسة الباسطية بمصر، وقف المرحوم القاضى عبد الباسط وخطيبها وإمامها، ذكره