الحائط الغربى للجامع وبين النهر، ويوجد خلاف ما ذكر سلم موصل لماء الفرع المقابل للجيزة، عدد درجه ثمانى عشرة درجة، وكانت الأهالى تقيس عليه النيل فى الأزمان السابقة، والعامة تقول: إن موسى ﵇ وضع عليه، وهذا السلم هو الذى رمى من فوقه الشاعر أبو جعفر النحاس فى البحر فغرق، وذلك أنه كان من مشاهير الشعراء، وكان مصرى الأصل، فاتفق أنه جلس ذات يوم على السلم المذكور، وكان يتفكر فى نظم قصيدة، فمر بجانبه رجل من الناس، فسمعه يقول ألفاظا، فظنها سحرية يروم بها توقيف النيل فرماه فى البحر، ليتخلص النيل من شره.
[(سراية نجم الدين)]
كانت هذه السراية مطلة على مصر العتيقة، وعلى فرع النيل الفاصل لها من الجزيرة، والذى وجد منها فى وقت الفرنساوية على حالة مناسبة هو قاعة مربعة، عرضها تقريبا من الشرق إلى الغرب ٧٠ ر ١٢ م، ومن الشمال إلى الجنوب ٦٠ ر ١٤ م، وفى وسطها قبة متكئة على مربع مستطيل عرضه من الشرق إلى الغرب ٦٠ ر ٥ م، ومن الشمال إلى الجنوب ٨٠ ر ٦ م، وزواياه الأربع محمولة على أكتاف، ويتوصل من القاعة المذكورة إلى مواضع كثيرة بعضها صغير، وبعضها كبير، وأغلبها متخرب. وكان فى شرقى السراية فرجة فيها سلم ينزل منه لتطهير المجارى الموجودة تحت السراية الموصلة ماء النيل إلى حوض المقياس، وكانت الفرنساوية جعلت فى هذه الفرجة بطارية من المدافع لاجل ضرب مصر العتيقة عند وقوع فتنة أو شبهها، والآن محل سراية نجم الدين المذكورة بعضها عمل بستانا، والبعض وهو الجزء المطل على النيل عمل فيه «كشك»، وهو كناية عن أودة واحدة فيها شبابيك من جميع الجهات، والكشك المذكور مرتفع عن أرض البستان بخمس درجات، وحوله من الجهات الثلاث سقيفة أرضها مفروشة بالرخام. ومحل الجامع ومحل خدم المقياس عمل سلاملك. وعمل جامع صغير فى الزاوية البحرية