للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد يكون كلامهم ترغيبا وتهييجا للطاعة فى زعمهم، مع أنهم كثيرا ما يستعملون فى هذه الحالة المخدرات كالحشيشة والمعجون، وتارة يموج بعضهم فى بعض ويتخبطون ويصرخون، وربما تضاربوا أو تابوا. وبعد الفراغ يزعمون أنهم كانوا فى حالة الغيبوبة، وفى أثناء كل ذلك يرى من بعضهم تمويهات كالخوارق، فمن ذلك رجل مشهور بينهم أنه متزوج بجنية وأنها ولدت منه، ويأتى فى الجمع ويذكر هنيهة قائما، ثم يجلس ويضع رأسه فى جيب قميصه، ثم يقوم فيظهر من جيبه شجرة ليمون مورقة فيها كثير من ثمر الليمون والماء يقطر من أوراقها، وما كأنها إلا مغروسة فى أرض خصبة ذات ماء كثير، ثم يجلس ويدخل رأسه فى جيب قميصه وهو يذكر، والشجرة تتناقص شيئا فشيئا والناس ينظرون حتى تنعدم، وتارة يخرج شجرة برتقان أو عنب أو نحو ذلك، وتارة يخرج من جيبه ولدا صغيرا كأنه من أولاد الملوك، على رأسه قرص من الذهب مكلل بالجواهر وعليه حلة حرير فاخرة مع الجمال الفائق، إلى غير ذلك من غرائبه التى يبديها، وكثيرا ما يخبر أن له من الجنية خمسة أولاد ابنان وثلاث بنات، وأن له بها ائتلاف كائتلاف الإنس ومعاشرة حسنة، أخبر بكل ذلك الشيخ أحمد مروان المذكور.

[(السيرابيوم)]

مدينة قديمة كانت على الطريق التى بين مدينة هيربوليس والقلزم كما فى خطط انطونان، وكان منها إلى القلزم ثمانمائة عشر ميلا رومانيا، ومنها إلى هيربوليس خمسون ميلا، وبالقياس على الخرط المضبوطة من محل المسخوطة التى هى فى محل هيربوليس، وهى فوق الترعة الإسماعيلية الآن، ومن القلزم وهى التل القريب من السويس يقع السيرابيوم؛ كما قال لينان باشا فى المحل المعروف بالطيرية، لأن البعد الأول اثنان وسبعون كيلومتر وهى الخمسون ميلا والثانى أربع وعشرون كيلومتر وهى الثمانية عشر ميلا، ولما كان الفرانساوية