للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالفرحية والسودان وغيرهما، أمر حسام الملك-متولى بابه-باحضار عرفاء الفرحية والإنكار عليهم فى تجاسرهم على ما استجدوه وأقدموا عليه، فاعتذروا بكثرة الرجال وضيق الأمكنة عليهم، فبنوا لهم قبايا يسيرة، فتقدم-يعنى أمر الوزير المأمون-إلى متولى الباب بالإنعام عليهم وعلى جميع من بنى فى هذه الحارة بثلاثة آلاف درهم وأن يقسم بينهم بالسوية، ويأمرهم بنقل قسمهم، وأن يبنوا لهم حارة قبالة بستان الوزير-يعنى ابن المغربى-خارج الباب الجديد خارج باب زويلة. (انتهى).

(قلت): وقد بينا محل الباب الجديد فى الكلام على شارع الحلمية من هذا الكتاب (١).

وأما بستان ابن المغربى فقد تكلمنا عليه فى شارع السيوفية (٢) فانظره هناك.

[[منظرة اللؤلؤة]]

ومنظرة اللؤلؤة المتقدم ذكرها محلها الآن الدور والأبنية التى من جملتها القبو المجاور لضريح الشعرانى، وقد هدم هذا القبو عندما بنى التاجر المشهور أحمد العزبى داره التى كانت بجواره على الخليج الكبير وذلك قبل سنة تسعين ومائتين وألف. وهذه المنظرة بناها العزيز بالله، وكانت الخلفاء تتحول إليها أيام النيل بحرمهم وحشمهم، وكانت تشرف من شرقيها على البستان الكافورى، ومن غربيها على الخليج الكبير، وكان تجاهها حكر فارس المسلمين بدر بن رزيك. قال المقريزى: وكان من جملة البركة المعروفة ببطن البقرة ثم حكر وبنى فيه.

[[منظرة الغزالة]]

وأما منظرة الغزالة فكانت على شاطئ الخليج تقابل حمام ابن قرفة، وموضعها الآن الأبنية التى تجاه جامع ابن المغربى الكائن بهذا الشارع بجوار ربع هناك من أوقاف الشيخ الجوهرى بالقرب من محل الضبطية القديم. وهذا الجامع موجود للآن إلا أنه متخرب، وقد زالت أكثر معالمه ولم يبق منها إلا القليل. وذكر المقريزى أن هذه المنظرة كان يسكن بها الأمير أبو القاسم ابن المستنصر والد الحافظ لدين الله، ثم سكنها أبو الحسن بن أبى أسامة كاتب الدست، ثم قال وكان بعد ذلك ينزلها من يتولى الخدمة فى الطراز أيام الخلفاء.


(١) ج ٢ ص ١٤٥ من هذه الطبعة.
(٢) ج ٢ ص ١٥٧ من هذه الطبعة.