درهم، ثم فرشه جميعه بالبسط الرومى والفرش الفاخرة، وعلفوا به الستائر، ووضعوا به الوسائد المزركشة: وبنى به حمامين إلى غير ذلك، فما هو إلا أن أتمه وأقام به نحو عشرين يوما، ثم خرج إلى الشرقية فأقام هناك.
[سكنى سارى عسكر بونابارت]
وحضر الفرنسيس، فسكنه سارى عسكر بونابارت، وعمّر به أيضا، ثم لما سافر، وأقام مقامه كلهبر عمر فيه أيضا، فلما قتل كلهبر وتولى عوضه عبد الله منو غير معالمه، وأدخل فيه المسجد، وبنى الباب على الوضع الذى كان عليه، وعقد فوقه القبة المحكمة، وأقام فى أركانها الأعمدة، وعمل السلالم العراض التى يصعد عليها إلى الدور العلوى والسفلى على يمين الداخل، وجعل مساكنه كلها تنفذ إلى بعضها على طريقة وضع مساكنهم، واستمر يبنى فيه ويعمر مدة إقامته، إلى أن خرج من مصر.
[سكنى العزيز محمد على]
فلما حضر العثمانية، وتولى على مصر محمد على باشا رغب فى سكنى هذا المكان وشرع فى تعميره هذه العمارة العظيمة، حتى أنه رتب لإحراق الجير فقط اثنتى عشرة قمينة تشتغل على الدوام، والجمال التى تنقل الحجر من الجبل ثلاث قطارات، كل قطار سبعون جملا، وقس على ذلك بقية اللوازم، ورموا جميع الأتربة فى البركة، حتى ردموا منها جانبا كبيرا ردما غير معتدل، وصارت كلها كيمانا وأتربه. (انتهى). (قلت): وبقيت تلك السراية سكن المرحوم محمد على باشا مدة، ثم أعطاها لكريمته زينب هانم، فعرفت بها.
[مدرسة الألسن]
وأما لو كاندة شبت المذكورة، فكان أصلها مدرسة تعرف بمدرسة الألسن، أنشأها المرحوم محمد على باشا المذكور، بجوار تلك السراية، وكان يدرس بها اللغات العربية والفرنجية والأدبية، وخرج منها كثير من المترجمين والشعراء، وفيها ترجمت كتب كثيرة أدبية من اللغة الفرنجية إلى العربية، ثم أبطلها المرحوم محمد على، وجعلها لوكاندة للإنجليز وهى باقية إلى الآن.