أحوالها من رجالها، وكانت كلمة القسوس هى الكلمة النافذة، لا يخالفها الملك ولا أحد من الرعية.
ولما اتسعت دائرة الإسلام وتتابع نصره وتمكن ببلاد المشرق، انحصر النصارى ببلاد المغرب، وكانت أهالى القسطنطينية-حينئذ-على وجل من قيام الساعة، لا يتكلم فى مجالسهم إلا بقربها فمنهم من ينسبه إلى طوفان عام، ومنهم من ينسبه إلى حريق عام.
وكانوا جميعا قائلين بزوال هذا العالم، موجهين أفكارهم نحو الديانة، طالبين من الله الرحمة.
ثم قصدوا بيت المقدس-من كل ناحية-وفيهم رجل فرنساوى اسمه عندهم (بيراى الحجر) فتردد على بطرق بيت المقدس مرارا واتفق معه على أن يوصل مكاتيب يكتبها للبابا وملوك أوربا: أن يتعاهدوا على طرد المسلمين من القدس، فتوجه إلى البابا وعرض عليه الكيفية فاستحسنها.
وفى سنة ١٠٥٥ حصل الاتفاق من كبار الديانة على محاربة المسلمين، ولما أعلنوا بالحرب صارت الناس تطلب الدخول فى المجاهدين تطوّعا منهم، وباع أغلب الناس ما يملكه ليصرفه فى سبيل الله.
[مطلب حرب الصليب]
ثم لما جاءوا وتصادموا مع المسلمين، نجحوا أول مرة ونصروا على المسلمين، واستولوا على بيت المقدس، وانتصب (جودفروى) -أحد الرؤساء-على أرض القدس وذلك سنة ١٠٩٩.
ثم طمع النصارى فى المسلمين، ورغبوا فى الاستيلاء على باقى بلاد الإسلام؛ لضعف الخلفاء وتساهلهم فى حفظ البلاد وذلك مدة العباسيين والفاطميين فقام (أمورى الأول) -