لما توفى إثناسيوس انتخب جماعة من أكابر الملة بمصر القديمة يوأنس أى يوحنا بن أبى سعيد السكرى وجماعة أخرى من القاهرة غبرئيل بن تريك، ثم تقارع الفريقان على أيهما يولى فجاءت القرعة باسم غبرئيل، ومع ذلك نهضت فرقة يوحنا ونازعت الأخرى إلى أن تغلبت عليها وأخر أمر غبرئيل وقدم يوحنا فى ٢٢ طوبه سنة ٩٧٨ للشهداء الموافقة سنة ١٢٦٢ مسيحية فى أيام الملك الظاهر بيبرس، واستمر متصرفا فى البطريركية ست سنوات وتسعة شهور، ثم أخر وقدم غبرئيل وأقام فى الرئاسة سنتين وشهرين، ثم أخر وأعيد الأول وبقى غبرئيل منعزلا عن البطريركية إلى أن توفى، واستمر الآخر فى البطريركية إلى أن توفى فى ٢٦ برمودة سنة ١٠٠٩ للشهداء الموافقة سنة ١٢٩٣ مسيحية؛ فجملة الاثنين ٣١ سنة ونحو ثلاثة أشهر منها جملة ما أقامه يوحنا ٢٩ سنة ونحو شهر وغبرئيل سنتان وشهران، وكان فى أيامهما ضيق شديد على المسيحيين من قبل الحكومة.
[التاسع والسبعون]
ثاودوسيوس الثانى وكان أولا يدعى عبد المسيح بن رويل وهو من منية بن خصيم قدم بطريركيا فى ١٨ مسرى سنة ١٠١٠ للشهداء الموافقة سنة ١٢٩٤ مسيحية فى عهد الملك الناصر محمد بن المنصور قلاوون بعد أن خلا كرسى البطريركية سنة واحدة وثلاثة أشهر ونصفا، واستمر فى الرئاسة خمس سنوات ونحو خمسة أشهر وتوفى فى ٦ طوبه سنة ١٠١٦ للشهداء الموافقة سنة ١٣٠٠ مسيحية، وقد كانت قلوب الجماعة غير مؤتلفة مع هذا البطريرك حيث كان ارتقاؤه للرئاسة من غير اختيارهم فضلا عن كونه نسب لأخذ الرشوة وحدث فى أيامه غلاء وفناء شديدان، وبقى بعد وفاته كرسى البطريركية خاليا نحو أربعين يوما.