وكان قصد السلطان الاجتماع عليه، فقيل له إنه يتردد إلى جامع محمود فى مكان عنده بالقرافة تحت الجبل المقطم، فقال له السلطان: لما يحضر هناك أعلمنى، فعمد عبد القادر بن الرماح إلى شخص كان شبيها بالشيخ عبد القادر الدشطوطى، وكان يدعى أنه شريف، فأعلم السلطان بأن الدشطوطى يحضر تلك الليلة إلى ذلك المكان المذكور، فصلى السلطان العشاء ونزل وصحبته ثلاثة أنفس، فأتى إلى المكان ونزل عن فرسه، فوجد ذلك الشخص جالسا ورأسه فى عبه فشرع السلطان يقبل رجليه، ويقول:«يا سيدى أحمل حملتى مع ابن عثمان». فصار ذلك الشخص يغرب عليه،
ويقول له:«أنت ما ترجع عن ظلم العباد» فطال المجلس بينهما، ثم إن السلطان دفع له كيسا فيه ألف دينار، وقيل خمسمائة دينار، فصار يتمنع من ذلك والسلطان يتلطف به، ويقول له:«فرّق ذلك على الفقراء» ثم ركب ومضى وهو يظن أنه الدشطوطى. ثم بعد أيام انكشفت هذه الواقعة/وظهر أنها مفتعلة، فلما تحقق السلطان ذلك أحضر عبد القادر بن الرماح والشخص الذى تزيا بزى الدشطوطى وخدام المكان الذين كانوا به فضربوا بين يدى السلطان بالمقارع. وأما عبد القادر بن الرماح فرسم السلطان بحلق ذقنه وأشهره فى القاهرة على حماره ثم سجنه بالمقشرة إلى أن مات. (ا. هـ).
[(دشنا)]
بفتح الدال المهملة وسكون الشين المعجمة ونون وألف.
بلدة صغيرة فى بر الشرق من ولاية قوص على نحو ثلاث مراحل عنها. (ا. هـ من كتاب تقويم البلدان).
وفى رحلة ابن جبير فى آخر القرن السادس أن دشنا مدينة مسورة فيها جميع مرافق المدن وبينها وبين قوص بريدان. (ا. هـ).
وهى الآن على شاطئ النيل منها إلى قنا نحو أربع ساعات، وهى رأس قسم من مديرية قنا، ذات أبنية جيدة ووكائل وسوق دائم فيه حوانيت، يباع فيها العقاقير وثياب القطن ونحو ذلك، ومعمل دجاج ومعاصر للزيت وعصارات للسكر، وخمس