وخمسة عشر ألف نفس، فيخص السنة ألف وثلثمائة وسبع وثلاثون، ويعلم من ذلك أن الرغبة فى سكنى القاهرة كثرت فى أيام خلفاء العزيز محمد على عما كانت فى مدته، خصوصا رغبة الإفرنج فى سكناها بعد إنشاء السكك الحديد وإتمام خليج البرزخ وظهور خطة الإسماعيلية وتوزيع الغاز والماء فيها.
***
[مطلب عدد موتى القاهرة ومولوديها فى السنة]
وفى زمن الفرنساوية كان مقدار من يموت فى السنة من النفوس نصفه من الأطفال بسبب داء الجدرى، والربع من الرجال، والربع من النساء، وكان مجموع من يموت جزءا من ثلاثين جزءا من تعداد المدينة، بمعنى أن مقدار من يموت فى السنة الواحدة فى مدتهم اثنا عشر ألف نفس، فيخص اليوم الواحد نحو ثلاثة وثلاثين نفسا فى المتوسط.
ومن الإحصاءات التى أجريت من ابتداء سنة ألف ومائتين وتسع وستين إلى سنة ألف ومائتين وثمانية وسبعين هلالية وهى مدة عشر سنين علم أن عدد المولودين بالنسبة لعشرة آلاف نفس هو مائتان واثنان وتسعون، وعدد المتوفين بالنسبة للعشرة آلاف أيضا هو مائتان واثنان وعشرون، فيكون الباقى من المولودين بعد المتوفين سبعين نفسا، وهى الزيادة التى زادت بها العشرة آلاف فى ظرف عشر سنين.
وفى إحصاءات العشر سنين التالية للعشر سنين السابقة بلغ تعداد المولودين بالنسبة لعشرة آلاف من الأهالى ثلثمائة وخمسة وأربعين، ومقدار المتوفى منهم مائتان وخمسة وخمسون، فيكون الباقى من المولودين فى هذه المدة تسعين نفسا فى كل عشرة آلاف من الأهالى، ويكون متوسط الزيادتين ثمانين نفسا، وعليه فزيادة مصر القاهرة فى كل عشر سنين تقرب من ثلاثة آلاف نفس، وقدر من يموت من أهالى القاهرة فى المتوسط فى مدة السنة الشمسية ستة عشر ألفا وثلثمائة نفس من صغير وكبير، نساء ورجالا، بمعنى أن من يموت فى السنة جزء من اثنين وعشرين جزءا من مجموع الأهالى.
وبمقارنة هذه النتيجة إلى نتيجة ما قدره الفرنساوية فى وقتهم يرى أنها كبيرة جدا، وأظن أن عملية الإحصاءات لم تكن صحيحة، فان الشروط الصحية الآن أتم مما كانت فى الأزمان السالفة، وأدوار الأمراض الوبائية متباعدة جدا بخلافها فى الأزمان السابقة، فإن أدوارها كانت متقاربة، وتأتى كل أربع سنين مرة، وكانت تحصد كثيرا من الأهالى.