وكان أول أمره مملوكا لبكلمش، ثم صار من العشرات فى دولة الناصر فرج، ثم أنعم عليه الأشرف بإمرة الطبلخانات بعد أن عمله من رؤوس النوب، ثم صار رأس نوبة ثانى، ثم أحد المقدمين، ثم حاجب الحجاب، ولم يلبث أن صار دوادارا كبيرا فعظم أمره وقصد فى المهمات. وكان عارفا بالأحكام ويكتب الخط الذى يقارب المنسوب، ويسأل الفقهاء ويذاكر فى التواريخ، ويعف عن القاذورات مع فحش لفظه وعدم بشاشته، وكان لأذاه يعرف بالمؤذى. مات ليلة الثلاثاء حادى عشر جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وثمانمائة، وصلى عليه بمصلى المؤمنين وشهده السلطان والقضاة. وأنه قارب السبعين انتهى.
[جامع تمراز الأحمدى]
ويعرف أيضا بجامع البهلول، هذا الجامع بشارع اللبودية تجاه قنطرة عمر شاه بقرب السيدة زينب ﵂. على بابه الكبير كتابة ممحوة بقى منها: كان الفراغ من ذلك فى شهر شوال سنة ست وسبعين وثمانمائة. وله باب آخر صغير بحارة درب الشمسى لكنه مغلق على الدوام، وله صحن صغير مفروش بالرخام الملون، وبأعلى القبلة: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ﴾ .. الآية. وله منارة بثلاثة أدوار من الحجر، وبه ضريح الشيخ تمراز عليه قبة مكتوب على بابها بسم الله الرحمن الرحيم ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ توفى المرحوم تمراز الأحمدى الذى أنشأ هذا الجامع المبارك تاسع شهر ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وثمانمائة. مات رحمة الله تعالى عليه وعلى عبده ميقال وعلى جميع المسلمين. وبقرب ذلك الضريح ضريح السيد محمد الشمسى، كان سروانا عند جنتمكان العزيز محمد على، عليه تركيبة رخام عليها مقصورة خشب، وبجواره من تعلقاته سبيل فى سقفه نقوش مذهبة/وعليه مكتب عامر.
وكان ذلك المسجد قد تخرب وجدده الأمير حسن أفندى اختيار تفكشيان بن الأمير محمد بن حسين أفندى، ووقف عليه ثلاثة حوانيت فى أسفله وسبعة حوانيت تجاه القنطرة بمقتضى وقفية مؤرخة فى اثنين وعشرين من شهر شعبان سنة تسعين ومائة وألف، وفيها أنه شرط أن يصرف ريع ذلك من تاريخه على مصالح شعائر مسجد تمراز الأحمدى المذكور، الذى عمره بعد أن صارت بمرور الأزمان أبنيته إلى الخراب واندثرت مطهرته بكرور الدهور، وآلت إلى التراب، وجدد منفعته ورمم حيطانه، وبنى مطهرته وعمل أبوابه، وأصلح شأنه وشيد بنيانه من خالص ماله وأطيب نواله، يأمر من له ولاية الأمر فى ذلك، وأسس بنيانه على تقوى من الله، وشيد أركانه على حبه ورضاه، حتى صار مسجدا شريفا،