جملة الخطوط التلغرافية فى الحكومة المصرية، الممتدة فى داخل الأقطار المصرية والسودانية، إلى غاية سنة ١٢٩١ هجرية، مبلغ ٨٣٥٩ ميلا إنكليزيا، وهى عبارة عن ١٠٩٩٤/كيلومتر، والذى كان موجودا من ذلك لغاية مدة المرحوم سعيد باشا، كما تقدم، هو ٢٣٤٩ كيلومتر، فيكون ما صار تجديده فى عهد الخديوى إسماعيل هو ٨٦٤٥ كيلومتر، وهو قدر الموجود من قبل أربع مرات تقريبا.
وهذا خلاف ما هو مشروع فيه من مدة، من مصر إلى أسيوط وإلى إسكندرية بطريق الساحل، وخلاف الجارى من مدة أيضا فى الأقطار السودانية، مثل خط أسفار والمكسة وكردفان وغيره.
وبمقارنة طول ما هو موجود الآن فى الحكومة المصرية، بطول الموجود من ذلك فى كثير من ممالك أوروبا، يعلم أن الموجود من ذلك بالحكومة المصرية يفوق الموجود منها فى بلاد:
وعدد المحطات بالديار المصرية فقط ٧٧، وإن صار مقارنة حركة التلغرافات المصرية بحركة غيرها فإنها توجد غير بالغة غايتها، كما هو حاصل فى أكثر بلاد أوروبا، وأسباب ذلك أن كثيرا من المصريين لم يتحولوا عن عادتهم القديمة، بل مستمرون على حرمان أنفسهم من استعمال هذه الواسطة المفيدة، ولو ذاقوا ثمراتها لازدحموا عليها.
ومع ذلك فقد بلغ عدد الأخبار التى تناولتها التلغرافات المصرية فى سنة ١٨٧١ ميلادية ٥٧٠ ألف خبر، وهى أكثر من الأخبار التى تناولتها تلغرافات بلاد الدينمارك وهى ٤٢٠ ألف خبر، وقريب من الأخبار التى تناولتها تلغرافات بلاد نورويج وهى ٦٠٣ ألف خبر، وتقرب أيضا من ٦١٢ ألف خبر تناولتها بلاد البرتغال.