بطرس السابع كان يدعى أولا منقريوس وهو من الجاولى وترهب، ثم رسم قسيسا بدير القديس أنطونيوس.
وفى عهد رئاسة سلفه انتخب للمطرانية لاجل تعيينه لبلاد الحبشة ولأمر يعلمه الله تأخر أمر تعيينه ورسم مطرانا على الكنيسة عموما، واستمر فى الدار البطريركية مدة فلما توفى مرقس البطريرك اتفقت الجماعة قاطبة على إقامته بطريركا، وقد تم تعيينه فى ١٦ كيهك سنة ١٥٢٦ الموافقة سنة ١٨١٠ بعد وفاة سلفه بثلاثة أيام، وذلك فى عهد خديوية المرحوم محمد على باشا الكبير.
وكان هذا البطريرك محبا للدرس غير مكترث بالدرهم حليما فى رئاسته محكما فى تصرفه وقورا مهيبا فى لقائه محبوبا لدى الكل، ولقد تمتع هذا البطريرك بحظوظ قلما سبقه فيها غيره فكانت الحكومة راضية عنه وعن أمته، وكان قومه حاصلين على الأمن والرفاهية والكنيسة مشهورة فى القطر المصرى حاصلة على إقامة شعائرها، وكان فى مدته أساقفة منهم: كيوساب الأخميمى وكاثناسيوس الغمراوى وتوماس المليجى وكالاسقف صرابامون صاحب المنوفية وغيرهم.
وكانت الأمة زاهرة بأكابر ذوى درجات فى الحكم واعتبار فى القطر، وقد عمر كثيرا حتى بلغت مدة بطريركيته اثنتين وأربعين سنة وثلاثة أشهر واثنى عشر يوما، وكانت مدته جميعها سليمة فى مذهبه وقومه ونفسه ورسم نحو ثلاثة وعشرين أسقفا لجهات مصر ومطرانين للحبش.
وتوفى ليلة الاثنين ٢٨ برمهات سنة ١٥٦٨ الموافقة سنة ١٨٥٢ ودفن بالإكرام اللائق لمقامه فى الأزبكية وخلا منصب البطريركية بعده سنة واحدة وأحد عشر يوما.
[العاشر بعد المائة]
كيرولس الرابع كان يدعى أولا داود وكان رئيسا على دير القديس أنطونيوس، انتخب للبطريركية وأحضر للقاهرة حالا نظرا لما كان متصفا به من الشهامة والذكاء، ولكن لما كان