(ويقال لهم: الركابية)، وللخيل رجال يعرفون بالسواقين، وأحدهم: سواق، يركب مع من رسم بركوبه خيل البريد ليسوق له فرسه ويخدمه مدة مسيره، ولا يركب أحد خيل البريد إلاّ بمرسوم سلطانى، فتارة يمنع الناس من ركوبه إلاّ من انتدبه السلطان لمهماته، وتارة يركبه من يريد السفر من الأعيان بمرسوم سلطانى، وكانت طرق الشام عامرة يوجد بها عند كل بريد ما يحتاج إليه المسافر من زاد، وعلف، وغيره، ولكثرة ما كان فيه من الأمن أدركنا المرأة تسافر من القاهرة إلى الشام بمفردها راكبة أو ماشية لا تحمل زادا ولا ماء، فلما أخذ «تيمورلنج» دمشق وسبى أهلها وحرقها فى سنة ثلاث وثمانمائة، خربت مراكز البريد واشتغل أهل الدولة بما نزل بالبلاد وما دهوا به من كثرة الفتن عن إقامة البريد، فاختل بانقطاعه طريق الشام، والأمر على ذلك إلى وقتنا هذا وهو سنة ثمان عشرة وثمانمائة.
ترتيب البريد (*)[قطوف من تاريخ البريد]
وقال أيضا: إن البريد أول من رتب دوابة الملك «دارا بن بهمن بن كيبشتاسف بن كبهر اسف» أحد ملوك الفرس، وأما فى الإسلام فأول من أقام البريد أمير المؤمنين «المهدى محمد بن جعفر المنصور»، أقامه فيما بين مكة، والمدينة، واليمن وجعله بغالا وإبلا، وذلك فى سنة ست وستين ومائة، وأصل هذه الكلمة بالفارسية: بريد دنبه، فإن «دارا» أقام فى سكك البريد دواب محذوفة الأذناب سميت: بريد دنبه، ثم عربت وحذف منها نصفها الأخير فقيل: بريد. انتهى.
(*) البريد: المرتّب والرسول. القاموس المحيط (البرد).