وبهذه الحارة الآن زاوية المنير عن يمين المارّ من جهة الحمزاوى طالبا السكة الجديدة، أنشأها الشيخ محمد بن حسن السمنودى، المعروف بالمنير، فى آخر القرن الثانى عشر، شعائرها مقامة إلى الآن، وبها خطبة، وبداخلها ضريح منشئها، له حضرة كل أسبوع، ومولد كل عام، وكذا أنشأ بجوارها دارا له نظرها تحت يد ورثته إلى الآن.
وبالقرب من هذه الزاوية حمّام يعرف بحمام الثلاث، وهو من الحمامات القديمة، عرفه المقريزى بحمام الصاحب فقال: هذا الحمام بسويقة الصاحب عرف بالصاحب الوزير صفى الدين بن شكر الدميرى-صاحب المدرسة الصاحبية-ثم تعطل مدة سنين، فلما ولى الأمير تاج الدين الشوبكى ولاية القاهرة فى أيام الملك المؤيد جدده، وأدار به الماء سنة سبع عشرة وثمانمائة. (اه).
(قلت): وهو عامر إلى اليوم، وجار فى ملك ورثة المرحوم راتب باشا الكبير.
وأما جهة اليسار فبها عطفتان:
الأولى عطفة الملط، وهى عطفة كبيرة غير نافذة.
[[زاوية الست بيرم]]
الثانية عطفة الست بيرم؛ هى بآخر الشارع تجاه جامع السلطان دقمق، وليست نافذة، عرفت بذلك لأن بآخرها زاوية تعرف بزاوية الست بيرم، بنيت فى محل المدرسة الصاحبية التى قال فيها المقريزى إن بينها وبين المدرسة الزمامية دون مدى الصوت، أنشأها الصاحب صفى الدين بن شكر-وزير الملك العادل-وكان موضعها من جملة دار الوزير يعقوب بن كلس وجعلها وقفا على المالكية، وفى سنة ثمان وخمسين وسبعمائة جدّدها القاضى علم الدين إبراهيم، المعروف بابن الزبير، ناظر الدولة أيام السلطان حسن بن قلاوون، وجعل بها منبرا وخطبة، ثم تخربت، وبقى بها قبة فيها قبر منشئها، ثم أزيلت وبنى هناك مساكن، ولم يبق من الوقف إلا هذه الزاوية، وهى الآن متعطلة، ويوجد إلى الآن قبر الصاحب بن شكر خلف الزاوية بمنزل مجاور لها، وله شباك مشرف على الشارع، ومعروف بضريح الشيخ الصاحب إلى اليوم.
وبالقرب منه تجاه عطفة الشيشينى الجامع المعروف بجامع المغربى، وهو جامع لطيف به خطبة، وله منارة، وشعائره مقامة إلى الغاية. وكان أولا يعرف بالمدرسة الزمامية. قال