للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المقريزى: هذه المدرسة أنشأها الطواشى زين الدين مقبل الرومى فى سنة سبع وتسعين وسبعمائة (انتهى).

(قلت): وكان بجوار هذه المدرسة مدرسة أخرى تعرف بالمدرسة الحسامية ذكرها المقريزى فقال: هى بخط المسطاح من القاهرة قريبا من حارة الوزيرية بناها الأمير حسام الدين طرنطاى المنصورى-نائب السلطنة بديار مصر-إلى جانب داره، وجعلها برسم الفقهاء الشافعية. (انتهى). (أقول): وهذه المدرسة قد تخرّبت، وأخذ معظمها حسن مذكور النمرسى فى عمارته التى بجوارها، ولم يبق منها الآن إلا المحراب وقطعة أرض صغيرة يتوصل إليها من باب بجوار باب مطهرة جامع المغربى المذكور، وعما قريب يتغير ما بقى منها كما تغير غيره ولم يبق لها أثر ألبتة، فسبحان من لا يتغير ولا يزول.

ويغلب على الظن أن عمارة حسن مذكور فى محل دار طرنطاى المنصورى صاحب المدرسة الحسامية المذكورة، لأنها هى التى بجوار المدرسة.

وهذا الشارع الآن معد لبيع الصينى ونحوه، ولا يسكنه إلا النمارسة لأن صنف الصينى ونحوه لا يتجر فيه غيرهم، وبه عدة حوانيت ومنازل مملوكة للحاج حسن مذكور رئيس تجار النمارسة.

وأما فى الأزمان القديمة فكان هذا الشارع يعرف بسويقة الصاحب وبخط المسطاح، فقد ذكر المقريزى عند الكلام على الأسواق أن سويقة الصاحب يسلك إليها من خط البندقانيين ومن باب الخوخة وغير ذلك، ثم قال: وهى من الأسواق القديمة، كانت فى الدولة الفاطمية تعرف بسويقة الوزير، يعنى يعقوب بن كلس وزير الخليفة العزيز بالله نزار بن المعز الذى تنسب إليه حارة الوزيرية، فإنها كانت على باب داره، التى عرفت بعده بدار الديباج، وصار موضعها الآن المدرسة الصاحبية، ثم صارت تعرف بسويقة دار الديباج، وقيل لذلك الموضع كله خط دار الديباج، ثم عرف بالسوق الكبير فى أخريات الدولة الفاطمية، فلما ولى صفى الدين بن شكر وزارة الملك العادل سكن فى هذا الخط، وأنشأ به مدرسته التى تعرف إلى اليوم بالمدرسة الصاحبية، وأنشأ به أيضا رباطه وحمامه المجاورين للمدرسة المذكورة، وعرفت من حينئذ هذه السويقة بسويقة الصاحب، واستمرت تعرف بذلك إلى يومنا هذا،