وقبل كل شئ يبدءون باستلام الحجر الأسود وتقبيله، ويطوفون طواف القدوم، فيطوفون حول الكعبة المطهرة سبعة أشواط، بشروط الصلاة من طهارة وستر عورة إلى آخرها، ويرملون فى الأشواط الثلاثة الأول، وبعد الفراغ من الطواف يصلون ركعتى الطواف، ثم يخرجون للسعى فيسعون بين الصفا والمروة سبعة أشواط، يبدءون بالصفا ويختمون بالمروة، ويهرولون فى الثلاثة الأول، ويرقون على كل منهما ويدعون ويبتهلون.
والصفا، بالقصر، طرف جبل أبى قبيس، والمروة، بفتح الميم، طرف جبل قينقاع، ومقدار ما بين الصفا والمروة سبعمائة وسبعون ذراعا بذراع اليد، وفى المسافة بينهما ميلان أخضران أحدهما معلق فى ركن المسجد والآخر بدار العباس. وفى شرقى الممر حوانيت، وفى غربيه حائط المسجد الحرام.
والسعى هو الركن الثانى من أركان الحج.
وفى ثانى يوم القدوم يخرج حضرة شريف مكة وعزيزها لملاقاة أمير الحاج المصرى، فى موكب من أمرائه وعساكره وجم غفير من العرب، مشاة وركبانا على الخيل والهجن العشاريات وغيرها، على ترتيب عجيب وأبهة عظيمة، وعلى الشريف شمسية تظله يمسكها أحد أمرائه مكللة بالجواهر، وتضرب له المدافع عند مجيئه وعند انصرافه، ثم يتوجه لملاقاة أمير الحاج الشامى كذلك.
ويقيم الحاج المصرى بمكة البعض فى خانات، والبعض فى الدور بالأجرة، والبعض فى الخيام المضروبة خارجها عند الشيخ محمود وغيره، ويقيم أمين الصرة بالصرة ومستخدموها وجميع متعلقاتها بتكية مكة.
[مطلب مكة المشرفة]
ومكة شرفها الله تعالى هى بلد الله الحرام، الغنية عن التعريف كبيت الله الحرام،