والمسجد الحرام وزمزم والمقام، وغير ذلك من الآثار المعلومة، والشعائر الموسومة. وإنما نذكر بعض مشتملاتها.
ففيها أسواق بها جميع أصناف السلع، تجبى إليها من جميع أرجاء الدنيا، وبها منازل مشيدة كقصور مصر القاهرة، وبها بساتين صغيرة، وفيها سرايات بها سلسبيلات، وتكيتها مشيدة بداخلها بستان عظيم وصهريج لخزن الماء، ويأوى إليها كثير من الفقراء والمساكين للأكل والشرب.
وقد أجرى جميع ذلك بها المرحوم محمد على، عزيز مصر، فهى من الصدقات الجارية عليه.
وبمكة أيضا جملة مدارس غير المسجد الحرام، لجماعة من الهنود، يقرأ فيها العلم الشريف والقرآن الكريم وطريقها طريق التكايا ينفق فيها على الطلبة حسبة لله تعالى وترد عليها الهدايا من بلاد الهند، والصين، والجاوه، والداغستان، والآستانة العلية، ومصر القاهرة وغير ذلك.
وفيها قهاو بكثرة وتجار مياسير، وملبوس أهلها ثياب مفرجة من الجوخ والحرير وغيره، وطواق مخيشة يتعممون عليها، ويلبسون فى أرجلهم النعال غاليا.
ولشدة الحر فيها خصوصا فى زمن الصيف، لوقوعها فى وسط جبال تكتنفها من كل جهة، يخرج والى الحجاز وشريف مكة والأمراء والأعيان، فى زمن الصيف، إلى جهة الطائف وجبل كرى، فيقيمون هناك زمنا، منهم من يسكن بالأجر، ومنهم من له منازل فى ملكه معدة لذلك.
وجبل كرى على مسافة يوم وليلة من مكة. والطائف على مسافة يومين، وفى كل منهما بساتين عظيمة، نضرة ذات فواكه، وأنهار عذبة الماء، ومبانيها كمبانى المحروسة، والهواء معتدل جدا.