والأحجار، واستعلوا عليه بعد ذلك بالبناء المحكم بالحجر النحت، وعقدوا العقود والقواصر ووضعوا الأعمدة والأخشاب المتينة، وكان العمل فى ذلك سنة خمس وثمانين ومائة ألف.
ومن إنشائه أيضا داره التى بدرب عبد الحق والحوض والساقية والطاحون الكائنة بجوارها انتهى من الجبرتى.
وفيه أيضا أنه فى شهر ربيع الأول سنة ألف ومائتين وإحدى وعشرين كان الأمراء المصريون منتشرين ببلاد الصعيد، والألفى محاصر لدمنهور، وقد آلت الحكومة إلى محمد على باشا، وكان رجب أغا وياسين بك قد إنضما إلى الأمراء المصريين، وعملا متاريس فى بحرى المنية ليمنعا من يصل إليها من مراكب الذخيرة، فلما سار محو بك بمراكب الذخيرة ووصل إلى حسن باشا طاهر ببنى سويف أصحب معه عابدين بك وعدة من العسكر فى عدة مراكب، وسار بالجميع إلى ناحية المنية، فلما قرب من المتاريس أخرج عساكره بالمدافع إلى البر وتحاربوا مع المصريين، فكانت النصرة لمحو بك، وولى المصريون، ودخل عساكر/محمد على المنية وملكوها، وفى عشرين من شهر ذى الحجة سنة إثنتين وعشرين ومائتين وألف كان بها وقعة بين سليمان بك الألفى وياسين بك فقتل بها سليمان فى تلك البلدة انتهى.
وسبق ذلك فى الكلام على ناحية التبين.
[(وصف المنية الجديدة)]
ثم إن مدينة المنية الآن من أكبر مدن الوجه القبلى وأكثرها عمارة، وهى رأس مديرية تسمى بها، وفيها ديوان المديرية مستوفيا لجميع لوازمه، وبها محكمة شرعية مأذونة بالحكم فى عموم القضايا الشرعية نحو المبايعات والرهونات والإسقاطات والأيلولات ونحوها فى الأطيان وخلافها، وكان بيع الأطيان لا يحصل إلا بحضرة المدير أو وكيله كما فى محاكم المديريات جميعها.