وكان المشد على تلك العمائر المعلم حسن عبد المعطى، وكان من الرجال أصحاب الهمم، وقد ولاه سدانة الضريح عوضا عن أولاد سعد الخادم لسوء سيرتهم وظلمهم، فنكبهم على بك، وأخذ ما أمكنه أخذه من أموالهم وكان شيئا كثيرا، وأنفقه على العمارة المذكورة، ووقف عليها أوقافا، ورتب بالمسجد عدة من الفقهاء والمدرسين والطلبة والمجاورين، وجعل لهم جرايات وشوربة فى كل يوم.
وجدد أيضا قبة الإمام الشافعى ﵁، وكشف ما عليها من الرصاص القديم المسبوك أيام الملك الكامل الأيوبى فى القرن الخامس، وجدد ما تحته من خشب القبة البالى بخشب نقى، ثم جعل عليه صفائح الرصاص المسبوك وثبته بالمسامير العظيمة، وجدد نقوش القبة من داخل بالذهب واللازورد، وكتب بأفريزها تاريخا منظوما بخط صالح أفندى، وهدم الميضأة التى كانت من عمارة عبد الرحمن كتخذا، وكانت صغيرة مثمنة الأركان، وعمل عوضها الميضأة الكبيرة، وهى مربعة مستطيلة متسعة، وعمل بجانبها حنفية وبزابيز يصب منها الماء، وعمل حول الميضأة مراحيض بحيضان متسعة، وقد أزيل ما عدا القبة من الجامع وتوابعه حين أمر جناب الخديوى المعظم محمد توفيق باشا بتجديد الجامع سنة ١٣٠٣ هجرية، كما هو مبين فى الكلام على جامع الإمام الشافعى ﵁.
ومن إنشائه أيضا العمارة التى بشاطئ النيل ببولاق تجاه دكك الحطب تحت ربع الخرنوب، وهى عبارة عن قيسارية عظيمة ببابين يسلك إليها من بحرى إلى قبلى وبالعكس، وعمل خانا عظيما يعلوه مساكن من الجهتين.
وبخارجه حوانيت وشونة غلال، حيث مجرى النيل، وبنى مسجدا متوسطا.
وحفروا أساس جميع هذه العمارات حتى نبع الماء، ثم بنوا لها خنازير مثل المنارات من الأحجار والدبش والمون، وغاصوا بها حتى استقرت على الأرض الصحيحة، ثم ردموا الأساس المحتوى على تلك الخنازير بالمون