شاطئ البحر الأحمر زيادة الأمن على السفن السابحة فى البحرين-الغربى والرومى-وكثرة وفودها على الثغر، وهذا بخلاف ما كان يظن أوّلا عند حدوث القنال من نقص عددها أو نقص مقدار منقولاتها، فلم يعترها شئ، ولم تزل كل حين تتحلى بما يتجدد فيها من المبانى الفاخرة، وتتزين المينا بالسفن العظيمة المختلفة الهيئة، الواردة من بلاد أوربا وأمريكا وسائر الجهات، وما ذاك إلا لكون التجار عرفوا مزيتها على غيرها فى كثير من الأمور، وشاهدوا بها أشياء لم تكن بها من قبل حتى اشتهرت بالمحاسن شهرة أوجبت تخليد ذكر الحضرة الخديوية.
ولأهمية هذه الأعمال والتصميم على إتمامها فى أقرب مدة، أعطيت إلى شركة إنكليزية تعرف بشركة (جرلعلد) وجعل لذلك شروط ورسوم للعمل على مقتضاها مؤرخة فى سنة ١٨٧٠ ميلادية، مشتملة على بيان الأعمال اللازمة والكميات من كل نوع ومقدار المصاريف، وهو قريب من خمسين مليونا من الفرنكات.
[مطلب انقسام المينا]
ومتى تمت هذه الأعمال، على حسب الشروط المعقودة، تكون مينا الإسكندرية منقسمة إلى مينتين: إحداهما كبرى جهة الخارج، والأخرى صغرى وهى فى الداخل.
والأوّلى معدّة لوقوف السفن الحربية والتجارية، ومساحتها ٨٣٤ فدانا مصرية، مقدار كل فدان ٤٢٠٠ متر وكسور، وعمق الماء بها عشرة أمتار، ومنها تخرج السفن إلى الغاطس.
والجسر الذى سبق الكلام عليه يقيها من الأمواج والأرياح وطوله ٢٨٨٨ مترا، وعرضه من أعلاه ستة أمتار، وارتفاعه فوق الماء قريب من ثلاثة أمتار، ومن القاع إلى سطحه الأعلى ثمانية أمتار، وعدد الصخور المغطى بها سطحه المعرّض لصدم الأمواج عشرون